العالم جوزيف ليستر(1827-1912 ) Jozef Lister
تطور الطب تطوراً عظيماً , وتجلى ذلك في اكتشاف المطهرات ضد الجراثيم , وهذا ما نشاهده عند إجراء أية عملية جراحية , فالطبيب يغسل يديه ويطهر ويرتدي لباساً خاصاً قبل القيام بعمله الجراحي . وفكرة المطهرات ضد الجراثيم تطورت على يد جوزيف ليستر , وهو إنكليزي ولد عام 1827 ومات عام 1912 .
اشتهر ليستر في عام 1869 كأشهر الجراحين في مشفى غلاسكو في اسكوتلندة . وكان عمله معالجة الناس المصابين من جراء الحوادث في هذه المشفى . وغالباً ما تكون جروحهم ملوثه بالجراثيم , مما يؤدي الى التهاب المنطقة حوالي الجرح واليد بالتقيح .
لذلك , اهتم ليستر بمنع التلوثات , وحاول تنظيف الجروح لحمايتها من الالتهاب , ولكن هذا لا يكفي .
وفي عام 1864 , استفاد ليستر من تجارب العالم الفرنسي لويس باستور الذي اكتشف أن الجراثيم التي تسبب فساد الحليب واللحم موجودة في الهواء . لذلك ادرك ليسترأن الجراثيم التي تلوث الجروح وتقيحها هي أيضاً جراثيم صغيرة موجودة في الهواء , لذا حاول ليستر أن يقضي عليها بوساطة مركب كيميائي تدعى : حمض الكاربوريك الذي يوضع على الجروح لتنظفها وحمايتها فنجح في التخفيف من التلوثات المقيحة , وهذا دليل على صحة نظريته الجرثومية في التلوث .
في عام 1867 كتب مقالة هامة لصحيفة طبية حول نظريته تلك , ووصف فيها طريقته في منع التلوثات , في البداية لم تلق نظريته اهتماماً كبيراً , ولكن خلال 25سنة استخدم الجراحون المطهرات في العمليات الجراحية , ومع ذلك , وحتى يومنا هذا , لا يوجد أي طبيب أو أي مستشفى لم تستخدم أفكار ونظرية جوزيف ليستر في المطهرات ضد الجراثيم .
..................................................................................
الاثنين، 1 مارس 2010
روبرت كوخ
________________________________________
روبرت كوخ- مكتشف العلاقة بين البكتريا والأمراض المعدية
روبرت كوخ في مختبر التجارب
روبرت كوخ عالم وطبيب ألماني فذ حائز على جائزة نوبل في الطب، اكتشف العديد من الأمراض المعدية والميكروبات. جال العالم بحثا عن أسباب الأمراض الفتاكة واستطاع عبر هذه الرحلات إثبات نظريته في إرجاع المرض المعدي إلى البكتريا.
روبرت كوخ أشهر العلماء في العالم، عبقرية فذة في الفهم والصبر وبعد النظر. ولد الطبيب وعالم الجراثيم الألماني روبرت كوخ في 11 ديسمبر عام 1843 في مدينة كلاوس تال الألمانية المشهورة بالتعدين، نشأ العالم في عائلة متعددة الأفراد حيث كان ثالث ابن من عشرة أطفال، درس الطب وعمل كطبيب بالعديد من المستشفيات الألمانية. كرس العالم حياته للبحث العلمي، حيث بذل جهودا علمية جبارة خاصة في اكتشاف الميكروبات والجراثيم والأوبئة.
تجارب روبرت العلمية
باكيتريا الجمرة الخبيثة في مختبر االتحاليل يعد روبرت كوخ أول من أثبت منذ حوالي مائة سنة أن الأمراض المُعدية، التي كانت تفتك بشعوب أوروبا، سببها عضويات حية مجهرية، ففي عام 1876 كلف العالم ببحث وباء الجمرة الخبيثة Anthrax للكشف عن مسببه، إذ كان حينذاك ذائع الانتشار في القارة الأوروبية، وعرف هذا الوباء بإصابة الآلاف من رؤوس الأغنام والماعز والخنازير وكذلك بقدرته على إمراض المزارعين الذين يقومون بتربية هذه الحيوانات.
وبدأ " كوخ " أولى تجاربه بتنمية بكتيريا الجمرة الخبيثة في خارج جسم الحيوان، ولاحظ نموها تحت مجهره، ثم حقنها في فئران فماتت وعندما فحص الفئران وجد فيها أعداداً كبيرة من البكتيريا نفسها التي حقنها بادئ الأمر في هذه الفئران، وازداد ثقة واطمئناناً بأن هذه البكتيريا هي بذاتها المسببة للداء.
باكيتريا الجمرة الخبيثةأعاد كوخ التجربة عدة مرات على حيوانات أخرى مثل الأبقار، وتوصل إلى النتيجة نفسها، وهكذا برهن على أن البكتيريا هي التي تسبب مرض الجمرة الخبيثة، و بعد أن نشر كوخ اكتشافاته، قام العلماء بدراسة الأمراض المعدية التي تصيب الإنسان، و تم التوصل إلى أن البكتيريا تسبب عدداً من الأمراض للإنسان، مثل الدفتيريا، و الكوليرا، و الحمى التيفوئيدية.
كوخ مكتشف الأمراض والأوبئة
البكتريا المسببة لمرض السل:
اكتشف كوخ بنفسه البكتيريا المسببة لمرض السل، أو"التيوبركلوسيس" التسمية المعروفة للمرض، الذي يعتبر بكتريا هوائية تختار الجهاز التنفسي مأوى أساسيا لها، ولقد حيرت هذه البكتيريا العلماء قديما بسبب عجزهم عن معرفة أسبابها، حتى اكتشفها روبرت عام 1883 وأثبت أن هذا الميكروب يمكنه إحداث تغيرات مرضية في مختلف أعضاء الجسم مثل الحنجرة والأمعاء والجلد.
الملاريا تجتاح افريقيا وفي عام 1883 اكتشف روبرت بمستشفى الإسكندرية الكوليرا، هذا الوباء الذي اجتاح مصر وأدى إلى حدوث أكثر من أربعين ألف حالة وفاة. ولا زال كبار السن في مصر يتذكرون وباء الكوليرا الشهير، الذي انتقل من الهند -موطنه الأصلي- عن طريق بعض جنود الاحتلال الإنجليزي وانتشر كالريح في جميع أنحاء مصر. وفي منتصف عام 1890 اكتشف مرض الملاريا الذي اجتاح القارة الإفريقية آنذاك، ولقد قضى روبرت فترة طويلة في إفريقيا بين البحث في أسباب المرض وإيجاد العلاج.
جائزة روبرت كوخ حاز كوخ على جائزة نوبل في الطب والفيزيولوحيا سنة 1905. واعترافا بخدماته المقتدرة منح لقب مواطن الشرف لمدينة كلاوس تال, هذه المدينة التي وهبت نفسها للعلوم افتخارا بعالمها المقتدر، حيث من الصعب أن تجد مؤسسة علمية لا تحمل اسم ابن المدينة، فهناك مدرسة روبرت كوخ، مستشفى روبرت كوخ، شارع روبرت كوخ، جائزة روبرت كوخ ومكتبة روبرت كوخ والقائمة لا زالت طويلة. وبحكم شغفه للمغامرة والسفر ربط روبرت بين هوايته واهتماماته العلمية حيث لم يتخلى يوما في معاينة الأوبئة والأمراض في البلد الذي انتشرت به مغتنما الفرصة لاكتشاف العالم في وقت لم يكن فيه السفر عبر العالم ممتعا كما هو الشأن اليوم.
________________________________________
روبرت كوخ- مكتشف العلاقة بين البكتريا والأمراض المعدية
روبرت كوخ في مختبر التجارب
روبرت كوخ عالم وطبيب ألماني فذ حائز على جائزة نوبل في الطب، اكتشف العديد من الأمراض المعدية والميكروبات. جال العالم بحثا عن أسباب الأمراض الفتاكة واستطاع عبر هذه الرحلات إثبات نظريته في إرجاع المرض المعدي إلى البكتريا.
روبرت كوخ أشهر العلماء في العالم، عبقرية فذة في الفهم والصبر وبعد النظر. ولد الطبيب وعالم الجراثيم الألماني روبرت كوخ في 11 ديسمبر عام 1843 في مدينة كلاوس تال الألمانية المشهورة بالتعدين، نشأ العالم في عائلة متعددة الأفراد حيث كان ثالث ابن من عشرة أطفال، درس الطب وعمل كطبيب بالعديد من المستشفيات الألمانية. كرس العالم حياته للبحث العلمي، حيث بذل جهودا علمية جبارة خاصة في اكتشاف الميكروبات والجراثيم والأوبئة.
تجارب روبرت العلمية
باكيتريا الجمرة الخبيثة في مختبر االتحاليل يعد روبرت كوخ أول من أثبت منذ حوالي مائة سنة أن الأمراض المُعدية، التي كانت تفتك بشعوب أوروبا، سببها عضويات حية مجهرية، ففي عام 1876 كلف العالم ببحث وباء الجمرة الخبيثة Anthrax للكشف عن مسببه، إذ كان حينذاك ذائع الانتشار في القارة الأوروبية، وعرف هذا الوباء بإصابة الآلاف من رؤوس الأغنام والماعز والخنازير وكذلك بقدرته على إمراض المزارعين الذين يقومون بتربية هذه الحيوانات.
وبدأ " كوخ " أولى تجاربه بتنمية بكتيريا الجمرة الخبيثة في خارج جسم الحيوان، ولاحظ نموها تحت مجهره، ثم حقنها في فئران فماتت وعندما فحص الفئران وجد فيها أعداداً كبيرة من البكتيريا نفسها التي حقنها بادئ الأمر في هذه الفئران، وازداد ثقة واطمئناناً بأن هذه البكتيريا هي بذاتها المسببة للداء.
باكيتريا الجمرة الخبيثةأعاد كوخ التجربة عدة مرات على حيوانات أخرى مثل الأبقار، وتوصل إلى النتيجة نفسها، وهكذا برهن على أن البكتيريا هي التي تسبب مرض الجمرة الخبيثة، و بعد أن نشر كوخ اكتشافاته، قام العلماء بدراسة الأمراض المعدية التي تصيب الإنسان، و تم التوصل إلى أن البكتيريا تسبب عدداً من الأمراض للإنسان، مثل الدفتيريا، و الكوليرا، و الحمى التيفوئيدية.
كوخ مكتشف الأمراض والأوبئة
البكتريا المسببة لمرض السل:
اكتشف كوخ بنفسه البكتيريا المسببة لمرض السل، أو"التيوبركلوسيس" التسمية المعروفة للمرض، الذي يعتبر بكتريا هوائية تختار الجهاز التنفسي مأوى أساسيا لها، ولقد حيرت هذه البكتيريا العلماء قديما بسبب عجزهم عن معرفة أسبابها، حتى اكتشفها روبرت عام 1883 وأثبت أن هذا الميكروب يمكنه إحداث تغيرات مرضية في مختلف أعضاء الجسم مثل الحنجرة والأمعاء والجلد.
الملاريا تجتاح افريقيا وفي عام 1883 اكتشف روبرت بمستشفى الإسكندرية الكوليرا، هذا الوباء الذي اجتاح مصر وأدى إلى حدوث أكثر من أربعين ألف حالة وفاة. ولا زال كبار السن في مصر يتذكرون وباء الكوليرا الشهير، الذي انتقل من الهند -موطنه الأصلي- عن طريق بعض جنود الاحتلال الإنجليزي وانتشر كالريح في جميع أنحاء مصر. وفي منتصف عام 1890 اكتشف مرض الملاريا الذي اجتاح القارة الإفريقية آنذاك، ولقد قضى روبرت فترة طويلة في إفريقيا بين البحث في أسباب المرض وإيجاد العلاج.
جائزة روبرت كوخ حاز كوخ على جائزة نوبل في الطب والفيزيولوحيا سنة 1905. واعترافا بخدماته المقتدرة منح لقب مواطن الشرف لمدينة كلاوس تال, هذه المدينة التي وهبت نفسها للعلوم افتخارا بعالمها المقتدر، حيث من الصعب أن تجد مؤسسة علمية لا تحمل اسم ابن المدينة، فهناك مدرسة روبرت كوخ، مستشفى روبرت كوخ، شارع روبرت كوخ، جائزة روبرت كوخ ومكتبة روبرت كوخ والقائمة لا زالت طويلة. وبحكم شغفه للمغامرة والسفر ربط روبرت بين هوايته واهتماماته العلمية حيث لم يتخلى يوما في معاينة الأوبئة والأمراض في البلد الذي انتشرت به مغتنما الفرصة لاكتشاف العالم في وقت لم يكن فيه السفر عبر العالم ممتعا كما هو الشأن اليوم.
تقرير وبحث عن جهاز المناعة في جسم الانسان
جهاز المناعة
يعتبر علم المناعة علماً حديثاًً نسبياًً، وتعزى بدايته الى الطبيب الانجليزي إدوارد جينر الذي استطاع أن يطوّّر طريقة لحماية الناس من العدوى بمرض الجدري الأسود smallpox) ) قبل أكثر من مئتي سنة (عام 1798 ). والجدري مرض معد يسببه فيروس ينتقل عن طريق المسالك التنفسية ويؤدي الى ندب بشعة في الجلد، غير أن تأثيره القاتل يكمن في اصابته للأعضاء الداخلية.
لقد فتك مرض الجدري بالكثير من الناس منذ القدم. وسجل التاريخ المعاناة التي سببها الجدري لسكان اوروبا في القرون الوسطى. انتقل هذا المرض الى امريكا الجنوبية مع المحتلين الإسبان وفتك عام 1553 بمئتي ألف من قبائل الإنكا التي كانت تعيش هناك.
لا شك أن مرض الجدري، مثله مثل أمراض معدية كثيرة ، قد سبب الرعب للبشرية فترة طويلة من الزمن. وعلى مر التاريخ كانت هناك محاولات لمنع انتشار هذا الوباء. ففي الصين القديمة اعتادوا أن ياخذوا القروح الجافة من الاشخاص المصابين بالجدري ويستنشقوها لكي يتقوا الاصابة بالمرض. نجحت هذه الطريقة مع البعض وفشلت مع البعض الاخر. طريقة مشابهة كانت متبعة في تركيا في القرون الوسطى، حيث كانوا يأخذون قليلاً من قروح المصابين بالجدري ويحقنونه في جلد الاشخاص الذين كانوا يرغبون في حماية أنفسهم من الاصابة بالمرض.
في أواخر القرن الثامن عشر، وصل الى علم الطبيب إدوارد جينر أن الفلاحات اللواتي اعتدن على حلب الابقار وأصبن بجدري خفيف الاعراض هو الجدري الذي يصيب البقر(cowpox) لم يمرضن بالجدري القاتل الذي يصيب الانسان. قرر جينر أن يقوم بتجربة لفحص ذلك. إذ أخذ من قروح الأبقارالمريضة وحقن بها مجموعة من الأشخاص الأصحاء. راقب جينر هذه المجموعة من الأشخاص، ولاحظ أنهم لم يمرضوا بالجدري على الرغم من الموجات المتلاحقة من العدوى التي ألمّت بالمناطق التي كانوا يسكنونها.
تدعى الطريقة التي تهدف الى إكساب الانسان وقاية من المرض " تطعيماً" او "تحصيناً" (חיסון-vaccination ).
عندما قام جينر بتطعيم الناس ضد مرض الجدري لم يكن يعرف يومها شيئاً عن المسببات التي تؤدي الى الأمراض المعدية، بل إن فهم ذلك قد تم في أواخر القرن التاسع عشر بواسطة الأبحاث الرائدة التي قام بها العالم روبرت كوخ. لقد أثبت روبرت كوخ أن الامراض المعدية تسببها كائنات دقيقة (microorganisms ) مختلفة. ونحن نعرف اليوم أربع مجموعات من الكائنات الدقيقة المسببة للأمراض، هي: الفيروسات ، البكتيريا، الفطريات والطفيليات.
ألمناعة غير التخصصية
لقد أدّّت اكتشافات روبرت كوخ وسائر علماء الميكروبيولوجيا في القرن التاسع عشر وخاصة لويس باستير الفرنسي (الذي نجح في تطعيم الأغنام ضد مرض الجمرة الخبيثة) الى شق الطريق أمام علم جديد هو علم المناعة. وبفضل هذا العلم، تم تطوير طرق تطعيم ناجحة ضد كثير من الامراض المعدية الفتاكة التي طالما أودت بحياة الكثير من الناس مثل الجدري والتهاب غشاء المخ وغيرها.
لقد دأب العلماء منذ أواخر القرن التاسع عشر وحتى يومنا هذا على دراسة الآليات التي يعمل بواسطتها الجسم لحماية نفسه من مسببات الأمراض. ويتوفر الآن قدر هائل من المعرفة في هذا المجال، تم استغلالها للتغلب على كثير من الامراض وما زالت حجر الاساس الذي يعتمد عليه العلماء لمقاومة أمراض لم يتم التغلب عليها حتى الآن مثل السرطان والايدز وغيرها.
توجد لدى الكائنات الحية على أنواعها أنظمة مناعية تحميها من مسببات الأمراض. الأنظمة المناعية لدى الحيوانات اللافقرية بسيطة، لكنها متطورة لدى الحيوانات الفقرية وخاصة الطيور والثدييات. ولو تأملنا هذه الأنظمة لدى الانسان لوجدناها تتألف من نوعين رئيسيين: مناعة غير تخصصية ومناعة تخصصية مكتسبة.
تتألف هذه المناعة في جسمنا من حواجز فيزيائية وكيماوية ومن خلايا بيضاء لها قدرة ابتلاع مسببات الامراض وتحليلها. فالجلد مثلاً يشكل خط الدفاع الاول، اذ أنه يشكّل حاجزاًً فيزيائياًً لا يسمح بنفاذ مسببات الأمراض الى داخل الجسم. ولو جرح الجلد او احترق، لازدادت نفاذية مسببات الامراض ( بكتيريا، فيروسات, طفيليات...) الى داخل الجسم وعرضته الى الخطر.
عصارات المعدة تشكل حاجزاًً كيماوياًً وذلك بسبب درجة حموضتها العالية ( PH أقل من 2 ) وبسبب احتوائها على إنزيمات محللة قوية، لذلك فان كثيراًً من مسببات الأمراض لا تنجح بالبقاء في مثل هذه الشروط.
الأهداب والإفرازات المخاطية في المسالك التنفسية مثل الأنف والقصبة الهوائية والشعب الرئوية تعمل باستمرار على إبعاد الأجسام الغريبة ومسببات الأمراض. فالحركة الدائمة للأهداب تقوم بإبعاد الأجسام الغريبة من المسالك التنفسية خارجاًً. أمّا الافرازات المخاطية فانها تقوم بالتقاط هذه الاجسام ومن ثم إبعادها خارجاً بواسطة السعال او العطس.
الافرازات السائلة مثل الدمع والبول تقوم بغسل مسببات الأمراض أو أية اجسام غريبة قد تدخل إليها. فلو انحبس الدمع او قل البول لازداد احتمال إصابة هذه الأعضاء بالتلوث البكتيري أو الفيروسي.
الخلايا البالعة وهي خلايا بيضاء تنتشر في الدورة الدموية وفي الأنسجة وتقوم بابتلاع وتحليل الأجسام الغريبة.
كل الأمثلة السابقة هي أمثلة على مناعة غير تخصصية أو مناعة عامة، لأن طرق المناعة هذه لا تميّز بين بكتيريا وأخرى أو بين فيروس وآخر، وإنما تقاوم كل مسببات الأمراض بدون أي تخصص.
رغم هذه الحواجز الطبيعية الموروثة فإن مسببات الأمراض تنجح في الدخول الى الجسم. ويتم ذلك من خلال الجروح المفتوحة أو الارتباط بالأنسجة المخاطية ( في المسالك التنفسية، الجنسية والبولية) والتغلغل من خلالها. وعلى سبيل المثال فإن بعض أنواع بكتيريا E.Coli ترتبط بأغشية الخلايا الإبيتيلية في المسالك البولية بحيث لا يتم شطفها مع البول، فتتكاثر وتسبب المرض.
ألمناعة التخصصية المكتسبة
إن الطرق السابقة، وعلى الرغم من أهميتها، غير كافية لحماية الجسم. وقد تطورت، كما ذكرنا سابقاً، عند الفقريات وعلى رأسها الطيور والثدييات طريقة مناعية إضافية هي المناعة التخصصية-المكتسبة. هذه المناعة تخصصية لانها تقاوم كل مسبب مرض بشكل تخصصي وسنتوسع في ذلك لاحقاً. وهذه المناعة مكتسبة لاننا نكتسبها خلال حياتنا من خلال مقاومة مسببات الأمراض المختلفة.
تشترك في تشكيل المناعة التخصصية خلايا مختلفة ( متل خلايا الدم البيضاء، خلايا نخاع العظام...) وأعضاء مختلفة (مثل العقد الليمفاويّة، الطحال...). هذه الشبكة من الخلايا والأعضاء تسمّى معاًً "الجهاز المناعي" (immune system ) .
الجهاز المناعي في الإنسان
إن العمل السليم لجهاز المناعة ضروري لبقاء الكائن الحي. ولعلّ مرض الايدز وهو مرض انهيار المناعة المكتسب أوضح مثال على ذلك. كما أن الاطفال الذين يولدون مع نقص في جهاز المناعة لا يظلّون أحياء إلاّ إذا ربوا في ظروف معقّمة.
يتألف جهاز المناعة من خلايا الدم البيضاء ومن الاعضاء ألليمفوئيديّة.
روبرت كوخ- مكتشف العلاقة بين البكتريا والأمراض المعدية
روبرت كوخ في مختبر التجارب
روبرت كوخ عالم وطبيب ألماني فذ حائز على جائزة نوبل في الطب، اكتشف العديد من الأمراض المعدية والميكروبات. جال العالم بحثا عن أسباب الأمراض الفتاكة واستطاع عبر هذه الرحلات إثبات نظريته في إرجاع المرض المعدي إلى البكتريا.
روبرت كوخ أشهر العلماء في العالم، عبقرية فذة في الفهم والصبر وبعد النظر. ولد الطبيب وعالم الجراثيم الألماني روبرت كوخ في 11 ديسمبر عام 1843 في مدينة كلاوس تال الألمانية المشهورة بالتعدين، نشأ العالم في عائلة متعددة الأفراد حيث كان ثالث ابن من عشرة أطفال، درس الطب وعمل كطبيب بالعديد من المستشفيات الألمانية. كرس العالم حياته للبحث العلمي، حيث بذل جهودا علمية جبارة خاصة في اكتشاف الميكروبات والجراثيم والأوبئة.
تجارب روبرت العلمية
باكيتريا الجمرة الخبيثة في مختبر االتحاليل يعد روبرت كوخ أول من أثبت منذ حوالي مائة سنة أن الأمراض المُعدية، التي كانت تفتك بشعوب أوروبا، سببها عضويات حية مجهرية، ففي عام 1876 كلف العالم ببحث وباء الجمرة الخبيثة Anthrax للكشف عن مسببه، إذ كان حينذاك ذائع الانتشار في القارة الأوروبية، وعرف هذا الوباء بإصابة الآلاف من رؤوس الأغنام والماعز والخنازير وكذلك بقدرته على إمراض المزارعين الذين يقومون بتربية هذه الحيوانات.
وبدأ " كوخ " أولى تجاربه بتنمية بكتيريا الجمرة الخبيثة في خارج جسم الحيوان، ولاحظ نموها تحت مجهره، ثم حقنها في فئران فماتت وعندما فحص الفئران وجد فيها أعداداً كبيرة من البكتيريا نفسها التي حقنها بادئ الأمر في هذه الفئران، وازداد ثقة واطمئناناً بأن هذه البكتيريا هي بذاتها المسببة للداء.
باكيتريا الجمرة الخبيثةأعاد كوخ التجربة عدة مرات على حيوانات أخرى مثل الأبقار، وتوصل إلى النتيجة نفسها، وهكذا برهن على أن البكتيريا هي التي تسبب مرض الجمرة الخبيثة، و بعد أن نشر كوخ اكتشافاته، قام العلماء بدراسة الأمراض المعدية التي تصيب الإنسان، و تم التوصل إلى أن البكتيريا تسبب عدداً من الأمراض للإنسان، مثل الدفتيريا، و الكوليرا، و الحمى التيفوئيدية.
كوخ مكتشف الأمراض والأوبئة
البكتريا المسببة لمرض السل:
اكتشف كوخ بنفسه البكتيريا المسببة لمرض السل، أو"التيوبركلوسيس" التسمية المعروفة للمرض، الذي يعتبر بكتريا هوائية تختار الجهاز التنفسي مأوى أساسيا لها، ولقد حيرت هذه البكتيريا العلماء قديما بسبب عجزهم عن معرفة أسبابها، حتى اكتشفها روبرت عام 1883 وأثبت أن هذا الميكروب يمكنه إحداث تغيرات مرضية في مختلف أعضاء الجسم مثل الحنجرة والأمعاء والجلد.
الملاريا تجتاح افريقيا وفي عام 1883 اكتشف روبرت بمستشفى الإسكندرية الكوليرا، هذا الوباء الذي اجتاح مصر وأدى إلى حدوث أكثر من أربعين ألف حالة وفاة. ولا زال كبار السن في مصر يتذكرون وباء الكوليرا الشهير، الذي انتقل من الهند -موطنه الأصلي- عن طريق بعض جنود الاحتلال الإنجليزي وانتشر كالريح في جميع أنحاء مصر. وفي منتصف عام 1890 اكتشف مرض الملاريا الذي اجتاح القارة الإفريقية آنذاك، ولقد قضى روبرت فترة طويلة في إفريقيا بين البحث في أسباب المرض وإيجاد العلاج.
جائزة روبرت كوخ حاز كوخ على جائزة نوبل في الطب والفيزيولوحيا سنة 1905. واعترافا بخدماته المقتدرة منح لقب مواطن الشرف لمدينة كلاوس تال, هذه المدينة التي وهبت نفسها للعلوم افتخارا بعالمها المقتدر، حيث من الصعب أن تجد مؤسسة علمية لا تحمل اسم ابن المدينة، فهناك مدرسة روبرت كوخ، مستشفى روبرت كوخ، شارع روبرت كوخ، جائزة روبرت كوخ ومكتبة روبرت كوخ والقائمة لا زالت طويلة. وبحكم شغفه للمغامرة والسفر ربط روبرت بين هوايته واهتماماته العلمية حيث لم يتخلى يوما في معاينة الأوبئة والأمراض في البلد الذي انتشرت به مغتنما الفرصة لاكتشاف العالم في وقت لم يكن فيه السفر عبر العالم ممتعا كما هو الشأن اليوم.
________________________________________
روبرت كوخ- مكتشف العلاقة بين البكتريا والأمراض المعدية
روبرت كوخ في مختبر التجارب
روبرت كوخ عالم وطبيب ألماني فذ حائز على جائزة نوبل في الطب، اكتشف العديد من الأمراض المعدية والميكروبات. جال العالم بحثا عن أسباب الأمراض الفتاكة واستطاع عبر هذه الرحلات إثبات نظريته في إرجاع المرض المعدي إلى البكتريا.
روبرت كوخ أشهر العلماء في العالم، عبقرية فذة في الفهم والصبر وبعد النظر. ولد الطبيب وعالم الجراثيم الألماني روبرت كوخ في 11 ديسمبر عام 1843 في مدينة كلاوس تال الألمانية المشهورة بالتعدين، نشأ العالم في عائلة متعددة الأفراد حيث كان ثالث ابن من عشرة أطفال، درس الطب وعمل كطبيب بالعديد من المستشفيات الألمانية. كرس العالم حياته للبحث العلمي، حيث بذل جهودا علمية جبارة خاصة في اكتشاف الميكروبات والجراثيم والأوبئة.
تجارب روبرت العلمية
باكيتريا الجمرة الخبيثة في مختبر االتحاليل يعد روبرت كوخ أول من أثبت منذ حوالي مائة سنة أن الأمراض المُعدية، التي كانت تفتك بشعوب أوروبا، سببها عضويات حية مجهرية، ففي عام 1876 كلف العالم ببحث وباء الجمرة الخبيثة Anthrax للكشف عن مسببه، إذ كان حينذاك ذائع الانتشار في القارة الأوروبية، وعرف هذا الوباء بإصابة الآلاف من رؤوس الأغنام والماعز والخنازير وكذلك بقدرته على إمراض المزارعين الذين يقومون بتربية هذه الحيوانات.
وبدأ " كوخ " أولى تجاربه بتنمية بكتيريا الجمرة الخبيثة في خارج جسم الحيوان، ولاحظ نموها تحت مجهره، ثم حقنها في فئران فماتت وعندما فحص الفئران وجد فيها أعداداً كبيرة من البكتيريا نفسها التي حقنها بادئ الأمر في هذه الفئران، وازداد ثقة واطمئناناً بأن هذه البكتيريا هي بذاتها المسببة للداء.
باكيتريا الجمرة الخبيثةأعاد كوخ التجربة عدة مرات على حيوانات أخرى مثل الأبقار، وتوصل إلى النتيجة نفسها، وهكذا برهن على أن البكتيريا هي التي تسبب مرض الجمرة الخبيثة، و بعد أن نشر كوخ اكتشافاته، قام العلماء بدراسة الأمراض المعدية التي تصيب الإنسان، و تم التوصل إلى أن البكتيريا تسبب عدداً من الأمراض للإنسان، مثل الدفتيريا، و الكوليرا، و الحمى التيفوئيدية.
كوخ مكتشف الأمراض والأوبئة
البكتريا المسببة لمرض السل:
اكتشف كوخ بنفسه البكتيريا المسببة لمرض السل، أو"التيوبركلوسيس" التسمية المعروفة للمرض، الذي يعتبر بكتريا هوائية تختار الجهاز التنفسي مأوى أساسيا لها، ولقد حيرت هذه البكتيريا العلماء قديما بسبب عجزهم عن معرفة أسبابها، حتى اكتشفها روبرت عام 1883 وأثبت أن هذا الميكروب يمكنه إحداث تغيرات مرضية في مختلف أعضاء الجسم مثل الحنجرة والأمعاء والجلد.
الملاريا تجتاح افريقيا وفي عام 1883 اكتشف روبرت بمستشفى الإسكندرية الكوليرا، هذا الوباء الذي اجتاح مصر وأدى إلى حدوث أكثر من أربعين ألف حالة وفاة. ولا زال كبار السن في مصر يتذكرون وباء الكوليرا الشهير، الذي انتقل من الهند -موطنه الأصلي- عن طريق بعض جنود الاحتلال الإنجليزي وانتشر كالريح في جميع أنحاء مصر. وفي منتصف عام 1890 اكتشف مرض الملاريا الذي اجتاح القارة الإفريقية آنذاك، ولقد قضى روبرت فترة طويلة في إفريقيا بين البحث في أسباب المرض وإيجاد العلاج.
جائزة روبرت كوخ حاز كوخ على جائزة نوبل في الطب والفيزيولوحيا سنة 1905. واعترافا بخدماته المقتدرة منح لقب مواطن الشرف لمدينة كلاوس تال, هذه المدينة التي وهبت نفسها للعلوم افتخارا بعالمها المقتدر، حيث من الصعب أن تجد مؤسسة علمية لا تحمل اسم ابن المدينة، فهناك مدرسة روبرت كوخ، مستشفى روبرت كوخ، شارع روبرت كوخ، جائزة روبرت كوخ ومكتبة روبرت كوخ والقائمة لا زالت طويلة. وبحكم شغفه للمغامرة والسفر ربط روبرت بين هوايته واهتماماته العلمية حيث لم يتخلى يوما في معاينة الأوبئة والأمراض في البلد الذي انتشرت به مغتنما الفرصة لاكتشاف العالم في وقت لم يكن فيه السفر عبر العالم ممتعا كما هو الشأن اليوم.
تقرير وبحث عن جهاز المناعة في جسم الانسان
جهاز المناعة
يعتبر علم المناعة علماً حديثاًً نسبياًً، وتعزى بدايته الى الطبيب الانجليزي إدوارد جينر الذي استطاع أن يطوّّر طريقة لحماية الناس من العدوى بمرض الجدري الأسود smallpox) ) قبل أكثر من مئتي سنة (عام 1798 ). والجدري مرض معد يسببه فيروس ينتقل عن طريق المسالك التنفسية ويؤدي الى ندب بشعة في الجلد، غير أن تأثيره القاتل يكمن في اصابته للأعضاء الداخلية.
لقد فتك مرض الجدري بالكثير من الناس منذ القدم. وسجل التاريخ المعاناة التي سببها الجدري لسكان اوروبا في القرون الوسطى. انتقل هذا المرض الى امريكا الجنوبية مع المحتلين الإسبان وفتك عام 1553 بمئتي ألف من قبائل الإنكا التي كانت تعيش هناك.
لا شك أن مرض الجدري، مثله مثل أمراض معدية كثيرة ، قد سبب الرعب للبشرية فترة طويلة من الزمن. وعلى مر التاريخ كانت هناك محاولات لمنع انتشار هذا الوباء. ففي الصين القديمة اعتادوا أن ياخذوا القروح الجافة من الاشخاص المصابين بالجدري ويستنشقوها لكي يتقوا الاصابة بالمرض. نجحت هذه الطريقة مع البعض وفشلت مع البعض الاخر. طريقة مشابهة كانت متبعة في تركيا في القرون الوسطى، حيث كانوا يأخذون قليلاً من قروح المصابين بالجدري ويحقنونه في جلد الاشخاص الذين كانوا يرغبون في حماية أنفسهم من الاصابة بالمرض.
في أواخر القرن الثامن عشر، وصل الى علم الطبيب إدوارد جينر أن الفلاحات اللواتي اعتدن على حلب الابقار وأصبن بجدري خفيف الاعراض هو الجدري الذي يصيب البقر(cowpox) لم يمرضن بالجدري القاتل الذي يصيب الانسان. قرر جينر أن يقوم بتجربة لفحص ذلك. إذ أخذ من قروح الأبقارالمريضة وحقن بها مجموعة من الأشخاص الأصحاء. راقب جينر هذه المجموعة من الأشخاص، ولاحظ أنهم لم يمرضوا بالجدري على الرغم من الموجات المتلاحقة من العدوى التي ألمّت بالمناطق التي كانوا يسكنونها.
تدعى الطريقة التي تهدف الى إكساب الانسان وقاية من المرض " تطعيماً" او "تحصيناً" (חיסון-vaccination ).
عندما قام جينر بتطعيم الناس ضد مرض الجدري لم يكن يعرف يومها شيئاً عن المسببات التي تؤدي الى الأمراض المعدية، بل إن فهم ذلك قد تم في أواخر القرن التاسع عشر بواسطة الأبحاث الرائدة التي قام بها العالم روبرت كوخ. لقد أثبت روبرت كوخ أن الامراض المعدية تسببها كائنات دقيقة (microorganisms ) مختلفة. ونحن نعرف اليوم أربع مجموعات من الكائنات الدقيقة المسببة للأمراض، هي: الفيروسات ، البكتيريا، الفطريات والطفيليات.
ألمناعة غير التخصصية
لقد أدّّت اكتشافات روبرت كوخ وسائر علماء الميكروبيولوجيا في القرن التاسع عشر وخاصة لويس باستير الفرنسي (الذي نجح في تطعيم الأغنام ضد مرض الجمرة الخبيثة) الى شق الطريق أمام علم جديد هو علم المناعة. وبفضل هذا العلم، تم تطوير طرق تطعيم ناجحة ضد كثير من الامراض المعدية الفتاكة التي طالما أودت بحياة الكثير من الناس مثل الجدري والتهاب غشاء المخ وغيرها.
لقد دأب العلماء منذ أواخر القرن التاسع عشر وحتى يومنا هذا على دراسة الآليات التي يعمل بواسطتها الجسم لحماية نفسه من مسببات الأمراض. ويتوفر الآن قدر هائل من المعرفة في هذا المجال، تم استغلالها للتغلب على كثير من الامراض وما زالت حجر الاساس الذي يعتمد عليه العلماء لمقاومة أمراض لم يتم التغلب عليها حتى الآن مثل السرطان والايدز وغيرها.
توجد لدى الكائنات الحية على أنواعها أنظمة مناعية تحميها من مسببات الأمراض. الأنظمة المناعية لدى الحيوانات اللافقرية بسيطة، لكنها متطورة لدى الحيوانات الفقرية وخاصة الطيور والثدييات. ولو تأملنا هذه الأنظمة لدى الانسان لوجدناها تتألف من نوعين رئيسيين: مناعة غير تخصصية ومناعة تخصصية مكتسبة.
تتألف هذه المناعة في جسمنا من حواجز فيزيائية وكيماوية ومن خلايا بيضاء لها قدرة ابتلاع مسببات الامراض وتحليلها. فالجلد مثلاً يشكل خط الدفاع الاول، اذ أنه يشكّل حاجزاًً فيزيائياًً لا يسمح بنفاذ مسببات الأمراض الى داخل الجسم. ولو جرح الجلد او احترق، لازدادت نفاذية مسببات الامراض ( بكتيريا، فيروسات, طفيليات...) الى داخل الجسم وعرضته الى الخطر.
عصارات المعدة تشكل حاجزاًً كيماوياًً وذلك بسبب درجة حموضتها العالية ( PH أقل من 2 ) وبسبب احتوائها على إنزيمات محللة قوية، لذلك فان كثيراًً من مسببات الأمراض لا تنجح بالبقاء في مثل هذه الشروط.
الأهداب والإفرازات المخاطية في المسالك التنفسية مثل الأنف والقصبة الهوائية والشعب الرئوية تعمل باستمرار على إبعاد الأجسام الغريبة ومسببات الأمراض. فالحركة الدائمة للأهداب تقوم بإبعاد الأجسام الغريبة من المسالك التنفسية خارجاًً. أمّا الافرازات المخاطية فانها تقوم بالتقاط هذه الاجسام ومن ثم إبعادها خارجاً بواسطة السعال او العطس.
الافرازات السائلة مثل الدمع والبول تقوم بغسل مسببات الأمراض أو أية اجسام غريبة قد تدخل إليها. فلو انحبس الدمع او قل البول لازداد احتمال إصابة هذه الأعضاء بالتلوث البكتيري أو الفيروسي.
الخلايا البالعة وهي خلايا بيضاء تنتشر في الدورة الدموية وفي الأنسجة وتقوم بابتلاع وتحليل الأجسام الغريبة.
كل الأمثلة السابقة هي أمثلة على مناعة غير تخصصية أو مناعة عامة، لأن طرق المناعة هذه لا تميّز بين بكتيريا وأخرى أو بين فيروس وآخر، وإنما تقاوم كل مسببات الأمراض بدون أي تخصص.
رغم هذه الحواجز الطبيعية الموروثة فإن مسببات الأمراض تنجح في الدخول الى الجسم. ويتم ذلك من خلال الجروح المفتوحة أو الارتباط بالأنسجة المخاطية ( في المسالك التنفسية، الجنسية والبولية) والتغلغل من خلالها. وعلى سبيل المثال فإن بعض أنواع بكتيريا E.Coli ترتبط بأغشية الخلايا الإبيتيلية في المسالك البولية بحيث لا يتم شطفها مع البول، فتتكاثر وتسبب المرض.
ألمناعة التخصصية المكتسبة
إن الطرق السابقة، وعلى الرغم من أهميتها، غير كافية لحماية الجسم. وقد تطورت، كما ذكرنا سابقاً، عند الفقريات وعلى رأسها الطيور والثدييات طريقة مناعية إضافية هي المناعة التخصصية-المكتسبة. هذه المناعة تخصصية لانها تقاوم كل مسبب مرض بشكل تخصصي وسنتوسع في ذلك لاحقاً. وهذه المناعة مكتسبة لاننا نكتسبها خلال حياتنا من خلال مقاومة مسببات الأمراض المختلفة.
تشترك في تشكيل المناعة التخصصية خلايا مختلفة ( متل خلايا الدم البيضاء، خلايا نخاع العظام...) وأعضاء مختلفة (مثل العقد الليمفاويّة، الطحال...). هذه الشبكة من الخلايا والأعضاء تسمّى معاًً "الجهاز المناعي" (immune system ) .
الجهاز المناعي في الإنسان
إن العمل السليم لجهاز المناعة ضروري لبقاء الكائن الحي. ولعلّ مرض الايدز وهو مرض انهيار المناعة المكتسب أوضح مثال على ذلك. كما أن الاطفال الذين يولدون مع نقص في جهاز المناعة لا يظلّون أحياء إلاّ إذا ربوا في ظروف معقّمة.
يتألف جهاز المناعة من خلايا الدم البيضاء ومن الاعضاء ألليمفوئيديّة.
لويس باستير
لويس پاستير
لويس پاستير
Louis Pasteur
عالم أحياء دقيقة وكيميائي فرنسي
وُلِد ديسمبر 27 1822
دول, فرانش-كومته, فرنسا
توفي سبتمبر 28, 1895 (العمر 72)
Marnes-la-Coquette, 92, فرنسا
لويس پاستور أو لويس پاستير (1822 - 1895 ) ، بالفرنسية Louis Pasteur ، كان عالم أحياء دقيقة و كيميائي. معروف لدي العامة بتجاربة التي اثبتت أن الكائنات الدقيقه هي المسؤلة عن الأمراض و عن اللقاحات و بصفة خاصة اللقاح ضد داء الكلب ، و لكنة ايضا قام بإكتشاف عظيم في الكمياء بخصوص تناسق الجزيئات في المادة و علاقتة بإنعكاس الضوء. وكانت له يد في حل مشكلة دود الحرير وكوليرا الدجاج.
هو يعتبر أول من اوجد عملية البسترة في الحليب ، و هي عملية تسخين الحليب و ذلك لقتل الجراثيم و الميكروبات الموجودة فيه ثم يقوم بتبريده وحفظه بارداً و كمايلاحظ أن كلمة مبستر تكتب على علب الحليب في وقتنا الحالي .
[
النشأة
كان والد باستور دباغاً أراد لابنه أن يكون مثقفاً أوفده إلى باريس بعد أن أنهى دراسته الإعدادية في أربوي كي يتابع تحصيله في دار المعلمين لكن المرض أقعده عن متابعة الدراسة ، وبعد أن تعافى أرسله والده إلى الكلية الملكية التي تخرج منها عام 1840 يحمل ليسانس في الآداب وكان يدرس الرياضيات في الوقت ذاته وحصل بعد عامين على بكالوريس في العلوم التي أولع بها جداً رغم عدم تفوقّه في الكيمياء التي صمم أن يكون ذا شأن فيها.
Pasteur separated the left and right crystal shapes from each other to form two piles of crystals: in solution one form rotated light to the left, the other to the right, while an equal mixture of the two forms canceled each other's rotation. Hence, the mixture does not rotate polarized light.
باستير وحقيقة أصل الحياة
تقدم باستور نحو النجاح العظيم باجتهاده وتابع بكل جهده اكتشاف لغز الحياة والموت. قال :" ارجو أن أوفق في خطواتي قريباً بالإجابة عن سؤال الأجيال بألا يستغرق طويلاً بحث هذا الموضوع الشائك خاصة أن الناس يؤمنون بأن الحياة تنشأ تلقائياً من مادة ميته حسب مقولة أرسطو الشهيرة " الحياة تنشأ من جسم رطب يجف أوجسم جاف يرطب."
وذكر فرجيل شيئاً قريباً من قول أرسطو حين قال: "إن النمل ينبثق إلى الحياة من جيفة ثور". وأمام ثبات واستقرار هذه القناعات المسبقة الجاهزة في عقول الناس حوله ، كان عليه أن يتجرأ على هذاالإيمان القديم وأن يستعد في الوقت نفسه كي يتحّمل رشقات سهام المؤمنين به لأن أكثرهم علماً كان اشدّهم انتقاداً ،وتطاولاً عليه إلى حد أن نعتوه بالمشعوذ والمهرّج ..
وحين أعلن بعض العلماء من معاصريه للنّاس صحة الخلق التلقائي الذي قال به أرسطو. ابتسم باستور وقال لزوجته ماقاله لأبيه في رسالة: " التجارب بعيدة عنهم كل البُعد ، أما ما يقولونه عني فلا قيمة له عندي ولاشأن وعلى رجل العلم أن يفكر بما سيُقال عنه في الأجيال المقبلة لا بالتجريح أوالمديح الذي يُغدق عليه في حاضره".
وقد وصل الجدل حول أصل الحياة إلى لجنة أقرت رأي باستور الذي يقول بأن الحياة وحدها تستطيع أن توجد حياة أخرى وهكذا انتصر باستور حين توصل إلى اكتشاف حقيقة أصل الحياة فصار عميداً لجامعة العلوم في مدينة ليل.
en Col de cygne" used by Pasteur Bottle "
بعد أن اكتشف حقيقة أصل الحياة ، بدأ يفكر بقضية أخرى لعلّها أعظم أهمية من الأولى وهي: كيف يحفظ الحياة؟ !شاع عنه ذلك لدرجة أن الناس ، هرعوا إليه عندما هبط داءٌ خطير بدودة القز. تذمروا عندما لم يجدوا الدواء المناسب بالسرعة المناسبة. وكان يردُّ عليهم بالصبر أخذ الموت أحد أبنائه ، وما جفّت دمعته حتى اختطف الثاني ، ثم تطاول على ولده الثالث فهمس في أذنه صديق حميم: " ... أما أن تتابع عملك في مثل هذه الظروف القاسية فجرأة ما بعدها جرأة.."
أجابه باستور:" أجهل يا صاحبي مايتعلق بجرأتي كل الجهل ، ولكن أعلم ما يتعلق بواجبي كلَّ العلم".
هذا العلم بالواجب جعله يلازم عمله رغم العواصف حوله بحيث كان يعمل ثماني عشرة ساعة كلَّ يوم. بعد تجارب تميزت بالصبر أعلن " باستور" أن مرض دودة القز موروث عن بيض موبوء ، ونادى بإبادة هذا البيض عند ذلك حاول تجار البيض الانتقام منه وأطلقوا الشائعات ضده وكان يجيب دائماً بالصبر إلى أن تحّول الناس إلى الإيمان بما قال . أقام له سكان القرية التي اشيع أنه طُرد منهاتمثالاً تقديراً له .. وعندما وصله علمُ ذلك قال معلقاً :" ((.. أنا لا أجد في الرخام مجداً وشرفاً فإنما مجدي وشرفي في تخفيف أذى النكبة التي ألّمت ببلادي ولو على حساب التضحيّة بشخصي...".
وحين تعجب الكثيرون من أن عمله الدؤوب لم يعد عليه بغير العيش الشريف المتواضع ومنهم نابليون الثالث عندما التقى به قال باستور يرد عليهم: " يحط العالم من قدر نفسه إذا عمل في سبيل نفعه الشخصي . " .
صار باستور شهيراً إلى حد كانت فرنسا تهرع إليه عند كل وباء يؤثر في اقتصادها.
على أثر صفقة فاسدة خسرت بلاده معها الملايين ، اكتشف مبدأ التعقّيم المشهور باسم البسترة الذي جاء نسبةً إلى اسم باستور )والذي ينعم به العالم جميعه. قضى بعملية التعقيم هذه على الطفيليات التي كانت تعيث فساداً في طعامنا وشرابنا في عام 1867م نشر دراسته الشهيرة عن التخمير ، وطارت شهرته واعتبرته الأوساط العلمية أعظم حجّة للكيمياء في عصره.
توصل باستور نتيجة تجاربه إلى أهمية عملية التطهير أثناء العمل الجراحي ، تطهير اليدين والضمادات والمشارط لأنها تحمل ملايين الجراثيم التي يحفل بهاالهواء ، وكانت النتائج باهرة منذ البداية حيث انخفضت نسبة الوفيّات في العمليات الجراحية خلال عامين من 90% إلى 15%.
تجربة
في تم.
يعتبرباستير من اعظم الشخصيات في تاريخ الطب.. فقد ساهم باجتهادات كثيرة في العلوم الحديثة ولكن فضله الأول يرجع الى اكتشافه الجراثيم وعلاقتها بالمرض وايضاً الى اكتشافه التطعيم الواقي منها.
كما قام بإكتشاف عظيم في الكمياء بخصوص تناسق الجزيئات في المادة و علاقتة بإنعكاس الضوء.
ولد لويس أولوي باستير في 27 ديسمبر عام 1822م في بلدة «دول» بفرنسا وكان أبوه "جان باستير" جنديا بالجيش الفرنسى وعمل مع قوات نابليون بونابرت وانتقلت العائلة بعد مولده بقليل الى بلدة «مارنو» ثم الى «أربوا» حيث لا يزال منزله القديم قائماً على حاله وقد تحول الى متحف صغير..
وقد بدأ باستير الطفل دراسته في المدرسة الابتدائية ببلدة «أربوا» ثم تابعها منتسباً بسبب ضيق الموارد بكلية «أربوا» وقد نصح مدير الكلية أباه ان يلحقه بكلية المعلمين في باريس وبالفعل ذهب باستير الى باريس 1838 ولكن نظراً لضيق ذات يده لم يتمكن من البقاء طويلاً هناك فعاد الى بلدته ليكمل دراسته بها ولمس في نفسه شغفه بالعلوم فانتقل الى بلدة «بيزانسون» ليدرس في كليتها وفيها تخرج عام 1841، وكان لا يزال يحلم بدخول كلية المعلمين في باريس وفي العام التالي تقدم اليها وكان ترتيبه الرابع عشر من بين اثنين وعشرين من المتقدمين ولكنه لم يرض عن ذلك فتقدم مرة أخرى في السنة التالية فكان ترتيبه الرابع والتحق بالكلية وقد كان للسنة الأولى من الدراسة تأثير كبير على نفس «باستير» وزاد من هذا التأثير صلاته المباشرة مع كثير من العلماء الكبار في السوربون وكلية المعلمين.
وبعد حصوله على الماجستير استكمل باستير نشاطاته البحثية بدراسة "Optical Activity" النشاط البصرى للمواد وقد توصل باستير الى أن بعض المواد لها القابلية أن تنقسم الى مركبين: أيمن, وأيسر كل منهما صورة مرئية للأخر وقد مهد هذا الاكتشاف لظهور ما يعرف بعلم الكيمياء البصرية Stereoscopic Chemisty
وفي عام 1847 تخرج من كلية المعلمين بعد حصوله على درجة الدكتوراه في العلوم وفي العام التالي مباشرة اكتشف ظاهرة عدم التماثل الجزيئي في بعض أملاح أحد الأحماض مما رفع قدره كثيراً وجلب له كرسي الأستاذية في كلية «ديجون» غير أنه لم يسعد بهذا التعيين فقد قطع عليه سلسلة بحوثه الكيميائية في علم البللورات.
وفي عام 1849 عين استاذاً بكلية العلوم بجامعة ستراسبورج وتزوج من «ماري لوان» ابنة مدير الجامعة والتي قامت على خدمته واعانته في بحوثه وعملت له مساعدة معمل وسكرتيرة وأنجب منها خمسة أطفال ولكن لسوء الأحوال الصحية فى ذلك الوقت وانتشار الأوبئة والأمراض توفى ثلاثة منهم فى طفولتهم ولا شك أن هذا أحدث أثرا كبيرا فى نفس باستير وربما كان هو الدافع له للاتجاه بعد ذلك الى دراسة البكتريا ومحاولة إيجاد الطرق للوقاية منه .
لبث «باستير» في تلك الجامعة حتى عام 1854 ثم بدأت مرحلة هامة في تاريخ حياته وتاريخ العلم عامة وذلك عند تعيينه استاذاً وعميداً لكلية العلوم في جامعة «ليل» في المدة من 1854 1857 وفي هذه الفترة بدأ بحوثه على عملية التخمر وكيف تحدث واستخدام الميكروسكوب في ذلك.
حيث انه فى أثناء تدريسه بالكلية طلب منه والد أحد طلابه ويدعى السيد "بيجوت" المساعدة فى حل إحدى المشاكل التى تواجه فى مصنع الخمور الخاص به .
وكان هذا المصنع يقوم بتصنيع الكحول عن طريق تخمير البنجر ولكن فى أحيان كثيرة كانت نتيجة تخمير البنجر هى الحصول على حامض اللاكتيك بدلا من الكحول . شرع باستير فى بحث هذه المشكلة وقد لاحظ أنه بجوار فطر الخميرة المسئول عن تخمر البنجر وتحوله الى كحول توجد أنواع أخرى من البكتريا تتدخل فى هذا التخمر وتسبب فساده وتحلله إلى حامض اللاكتيك واهتدى الى ان سبب التخمر يرجع الى كائنات جرثومية صغيرة وان هذه الكائنات هي المسؤولة عن افساد المشروبات المخمرة.. وبسرعة توصل الى نتيجة أخرى هي ان هذه الكائنات من الممكن ان تؤدي الى إيذاء الإنسان والحيوان.
ولم يكن باستير هو أول من لاحظ ذلك فقد سبقه كثيرون ولكنه هو أول من أثبت بالتجربة صحة نظريته وهذا وحده هو الذي أدى الى اقناع كل العلماء في عصره.
من أجل ذلك ابتكر «باستير» طريقة «البسترة» نسبة اليه للقضاء على الجراثيم والميكروبات التي تصيب اللبن وبعض الأشربة الأخرى وذلك بتسخينها لدرجة حرارة معينة ثم تبريدها تبريداً مفاجئاً ويعتبر ذلك تعقيماً لها. و كما يلاحظ أن كلمة مبستر تكتب على علب الحليب في وقتنا الحالي .
ولم يمر شهرين على هذا الحدث حتى تم تعيين باستير رئيسا لقسم الدراسات العلمية فى كلية "Ecole normal superieure" ، وفى الفترة التالية من حياته انطلق باستير إلى مرحلة جديدة من الإبداع وتسببت جهوده فى إنقاذ فرنسا والعالم من العديد من الكوارث المتلاحقة
وقد لجأ اليه استاذه القديم «دوماس» طالباً منه إنقاذ صناعة الحرير في جنوب فرنسا من مرض يصيب دودة الحرير فيقضي عليها حيث أصيبت صناعة الحرير فى فرنسا فى الفترة من 1855 – 1865 بالشلل نتيجة لإصابة دودة القز بداء يدعى Pebrine وقد وصلت الخسائر من هذا المرض فى عام 1865 الى أكثر من 120 مليون فرنك فرنسى فانتقل باستير مع أعوانه الى مناطق الإصابة وتعلم من الفلاحين دورة حياة الدودة والأعراض التي تظهر على المريض منها وفحصها تحت الميكروسكوب فوجد ان هناك مستعمرات صغيرة من الميكروبات هي التي تسبب المرض.
وبعد خمس سنوات قضاها باستير وثلاثة من اعوانه ومعهم دائماً مدام باستير توصلوا الى أن الطريقة المثلى للحفاظ على دودة القز هو إنتاج سلالات من الدود من البيض السليم ولم يكد باستير يصل إلى هذا الحل حتى فوجئ بظهور مرض جديد أصاب دودة القز يدعى Flacherie وكان ذلك بمثابة ضربة قاصمة لجهود باستير المضنية فى السنوات الخمس أصيب على أثرها بالاكتئاب لفترة ثم ما لبث أن عادت اليه عزيمته فواصل البحث حتى توصل الى أن السبب فى المرض الجديد هو بكتريا تصيب ورق التوت التى تتغذى به دودة القز وقد استطاع التغلب على ذلك بالبعد عن ورق التوت المصاب وكان هذا سببا فى القضاء على مرض دودة الحرير وامكن انقاذ صناعته التي تقدر بملايين الفرنكات.
سـِرّ التـَّطعيم!
في العام 1880 طـُلب من لويس باستير أن يبحث مرضًا معينـًا يصيب الدجاج، سببـُه جرثومة صغيرة. قام باستير بتربية الجرثومة الصغيرة في شوربة دجاج ساخنة، وقد تكاثرت الجرثومة فيها. ومن فترة إلى أخرى، كان باستير يأخذ قطرة شوربة مليئة بالجراثيم ويطعم إحدى الدجاجات. وبعد مدة قصيرة، فقدت الدجاجة شهيتها إلى الطعام وأصبحت تميل إلى النوم، ثم ماتت. وقد تكرر هذا في كل مرة تناولت فيها دجاجة أخرى من الشوربة.
تجربة غريبة بجراثيم كبيرة في السّنّ كان باستير يحاول دائمًا البحث عن طريقة لإثارة إعجاب الناس، وكان يخترع تجارب دون انقطاع، بعضها غريبة جدًا. وفي أحد الأيام أراد أن يفحص ما الذي يحدث إذا حقن دجاجاته بقطرة من الشوربة القديمة، أي شوربة كانت على الرّف مدة طويلة، وأصبحت الجراثيم التي فيها متقدمة في السن. بعد ساعات من حقن الدجاجات بالشوربة، بدت الدجاجات مسكينة للغاية. لكن، وفي يوم الغد، عندما جاء باستير إلى المختبر وقد استعد لتشريح جثث الدجاجات، وجدها تتنقل في القفص من مكان إلى آخر سعيدة وبصحة وعافية... لقد كان هذا في قمة الغرابة! حتى تلك اللحظة، كان كل لقاء لدجاجة بالجراثيم ينتهي بالموت!
دجاجات "مُستعملة" وفي تلك الفترة، حان موعد العطلة الصيفية، فخرج لويس باستير في عطلة، ونسي الدجاجات الغريبة كـُليًا... . وعندما عاد باستير إلى المختبر، بعد حوالي شهر، أراد مواصلة تجاربه وطلب من مساعده أن يحضر له أربع دجاجات. وململ مساعده وقال إنه لم يسعفه الوقت لإعادة ترتيب المختبر بعد العطلة، لذلك يوجد لديه دجاجتان فقط. كما كان معه دجاجتان إضافيتان سليمتان لكنهما كانتا الدجاجتان اللتان تم حقنهما بوجبة الجراثيم المتقدمة في السن اللتين أصيبتا بالمرض، لكنهما بقيتا على قيد الحياة.
ماذا جرى للدجاجات "المُستعملة"؟" لم يكن أمام باستير خيار آخر، وأخذ دجاجتـَيْن جديدتـَيْن واثنتين "مُستعملتـَيْن"، وحقن جميع الدجاجات بجراثيم جديدة (طازجة) صغيرة السن وعنيفة.
وفي اليوم التالي، جاء باستير إلى مختبره ولم يُصَدّق ما رآه: الدجاجتان الجديدتان كانتا ميتتـَيْن في القفص، ولا يوجد أي شيء غريب في هذا. إذ أنه تم حقنهما قبل يوم واحد بالجراثيم الفتـّاكـَة. لكن الدجاجتـَيْن "المُستعملتـَيْن"، أي الدجاجتـَيْن اللتين تم حقنهما مرة بجراثيم كبيرة في السن، وقبل يوم واحد بجراثيم عنيفة – كانت "تـَتـَمَخـْطـَر" في القفص بقوة وبصحة وعافية!
اكتشاف دراماتيكي – سِـرُّ التـَّطعيم وفي تلك اللحظة، فهم لويس باستير سِـرَّ التطعيم: إذا قمنا بنقل العدوى إلى حيوان بواسطة جراثيم ضعيفة، فإنه سيصاب بمرض طفيف ولن يموت. وبعد أن يتماثل الحيوان إلى الشـّفاء، فسيكون قادرًا على الصمود أمام أي هجوم من قبل جراثيم من هذا النوع، حتى ولو كانت عنيفة بشكل خاص.
وأعلن باستير أن هذا هو أعظم اكتشاف له – التـَّطعيم! لقد نجح في استخدام ألـَدّ أعداء الإنسان – الجراثيم – ضد نفسها!
لقد أدت أبحاث واكتشافات باستير عن الجراثيم والميكروبات والأمراض التي تسببها الى ذيوع شهرته في فرنسا وفي العالم كله واعتمد عليها الجراح الاسكتلندي الشهير «جوزيف ليستر» وطبقها في عمليات التعقيم التي اجراها لمرضاه وانقذ منهم كثيرين..
كما نجح باستير أيضاً في القضاء على مرض كوليرا الدجاج وعلى مرض الجمرة الخبيثة التي تصيب الماشية.. لقد أمكن تحضير أمصال من ميكروب هذا المرض وغيره وحقنها في الحيوانات المريضة فتشفيها بعد فترة.
ثم ركز باستير أبحاثه بعد ذلك على مرض الكلب، ذلك المرض الخطير الذي يعوي المريض به كالكلاب! ويصاب بعطش شديد لا يطفئه الماء، فالماء يخنقه ويحبس أنفاسه ثم يتطور المرض حتى ينتهي بالموت.. وكانت وسيلة العلاج السائدة هي كي مكان العضة بالحديد المحمي وان لم تؤد الى نتيجة في أغلب الحالات. وبعد أبحاث متعددة وتجارب فاشلة وأخرى ناجحة توصل باستير الى تحضير لقاح ضد هذا المرض اللعين.
وفي السادس من يولية عام 1885 بدأ علاج أول آدمي من عضة كلب مسعور.. وبعد اربع عشرة حقنة اعطاها له باستير، عاد الصبي «جوزيف مايستر» الى بلدته ولم تظهر عليه أية أعراض للمرض بعد ذلك، وقد وفد اليه اعداد غفيرة ممن اصابتهم الكلاب والذئاب المسعورة من جميع أرجاء فرنسا ومن خارجها لكي يعالجهم.
وقد جاءه يوماً تسعة عشر فلاحاً من مدينة «مولنسك» الروسية عضهم ذئب مسعور ومضت على اصابتهم ما يقرب من ثلاثة اسابيع جاءوا الى باريس يطلبون النجاة على يد باستير وكان خمسة منهم في حالة سيئة جداً. وقام باستير بحقنهم بأمصاله التي أعدها.. واقتصاداً للوقت كان يحقنهم صباحاً ومساء.. وانتظر العالم ليسمع نتائج هذه التجربة، وكانت النتيجة نصراً هائلاً لنظريات باستير.. فقد نجا ستة عشر مصاباً.. ومات ثلاثة، كان من الواضح ان «الميكروب» قد سبق الى جهازهم العصبي فلا حيلة للأمصال فيها.. وعاد الفلاحون الى بلادهم والعالم كله يهلل لباستير.. وبعث قيصر روسيا له وساماً اضافة الى الأوسمة الكثيرة التي ازدحم بها صدره.. كما ارسل اليه هبة من المال لبناء معامل جديدة وبعدها انهالت الهبات الأخرى التي رصدت لإنشاء «معهد باستير» في باريس والذي افتتح في نوفمبر عام 1888م.
وبمناسبة بلوغه عامه السبعين، أقامت له فرنسا حفلاً كبيراً واجتمعت الوفود من جميع أنحاء العالم في مدرج السوربون الكبير، في ديسمبر عام 1892 ودخل باستير وهو يعرج قليلاً من اثر شلل قديم قد أصابه، وهو مستند على ذراع رئيس الجمهورية، والقوم كلهم وقوف يحيونه.. واندفع اليه «جوزيف ليستر» يعانقه ثم يقول في وصفه انه «رجل آمن إيماناً راسخاً أن العلم والسلم سوف ينتصران على الجهل والحرب وان الناس سوف تجتمع على البناء لا التخريب».
وبعد ثلاث سنوات من هذا التكريم وفي 28 سبتمر عام 1895 توفي باستير ودفن في مقبرة أعدت له في معهده.
لويس پاستير
Louis Pasteur
عالم أحياء دقيقة وكيميائي فرنسي
وُلِد ديسمبر 27 1822
دول, فرانش-كومته, فرنسا
توفي سبتمبر 28, 1895 (العمر 72)
Marnes-la-Coquette, 92, فرنسا
لويس پاستور أو لويس پاستير (1822 - 1895 ) ، بالفرنسية Louis Pasteur ، كان عالم أحياء دقيقة و كيميائي. معروف لدي العامة بتجاربة التي اثبتت أن الكائنات الدقيقه هي المسؤلة عن الأمراض و عن اللقاحات و بصفة خاصة اللقاح ضد داء الكلب ، و لكنة ايضا قام بإكتشاف عظيم في الكمياء بخصوص تناسق الجزيئات في المادة و علاقتة بإنعكاس الضوء. وكانت له يد في حل مشكلة دود الحرير وكوليرا الدجاج.
هو يعتبر أول من اوجد عملية البسترة في الحليب ، و هي عملية تسخين الحليب و ذلك لقتل الجراثيم و الميكروبات الموجودة فيه ثم يقوم بتبريده وحفظه بارداً و كمايلاحظ أن كلمة مبستر تكتب على علب الحليب في وقتنا الحالي .
[
النشأة
كان والد باستور دباغاً أراد لابنه أن يكون مثقفاً أوفده إلى باريس بعد أن أنهى دراسته الإعدادية في أربوي كي يتابع تحصيله في دار المعلمين لكن المرض أقعده عن متابعة الدراسة ، وبعد أن تعافى أرسله والده إلى الكلية الملكية التي تخرج منها عام 1840 يحمل ليسانس في الآداب وكان يدرس الرياضيات في الوقت ذاته وحصل بعد عامين على بكالوريس في العلوم التي أولع بها جداً رغم عدم تفوقّه في الكيمياء التي صمم أن يكون ذا شأن فيها.
Pasteur separated the left and right crystal shapes from each other to form two piles of crystals: in solution one form rotated light to the left, the other to the right, while an equal mixture of the two forms canceled each other's rotation. Hence, the mixture does not rotate polarized light.
باستير وحقيقة أصل الحياة
تقدم باستور نحو النجاح العظيم باجتهاده وتابع بكل جهده اكتشاف لغز الحياة والموت. قال :" ارجو أن أوفق في خطواتي قريباً بالإجابة عن سؤال الأجيال بألا يستغرق طويلاً بحث هذا الموضوع الشائك خاصة أن الناس يؤمنون بأن الحياة تنشأ تلقائياً من مادة ميته حسب مقولة أرسطو الشهيرة " الحياة تنشأ من جسم رطب يجف أوجسم جاف يرطب."
وذكر فرجيل شيئاً قريباً من قول أرسطو حين قال: "إن النمل ينبثق إلى الحياة من جيفة ثور". وأمام ثبات واستقرار هذه القناعات المسبقة الجاهزة في عقول الناس حوله ، كان عليه أن يتجرأ على هذاالإيمان القديم وأن يستعد في الوقت نفسه كي يتحّمل رشقات سهام المؤمنين به لأن أكثرهم علماً كان اشدّهم انتقاداً ،وتطاولاً عليه إلى حد أن نعتوه بالمشعوذ والمهرّج ..
وحين أعلن بعض العلماء من معاصريه للنّاس صحة الخلق التلقائي الذي قال به أرسطو. ابتسم باستور وقال لزوجته ماقاله لأبيه في رسالة: " التجارب بعيدة عنهم كل البُعد ، أما ما يقولونه عني فلا قيمة له عندي ولاشأن وعلى رجل العلم أن يفكر بما سيُقال عنه في الأجيال المقبلة لا بالتجريح أوالمديح الذي يُغدق عليه في حاضره".
وقد وصل الجدل حول أصل الحياة إلى لجنة أقرت رأي باستور الذي يقول بأن الحياة وحدها تستطيع أن توجد حياة أخرى وهكذا انتصر باستور حين توصل إلى اكتشاف حقيقة أصل الحياة فصار عميداً لجامعة العلوم في مدينة ليل.
en Col de cygne" used by Pasteur Bottle "
بعد أن اكتشف حقيقة أصل الحياة ، بدأ يفكر بقضية أخرى لعلّها أعظم أهمية من الأولى وهي: كيف يحفظ الحياة؟ !شاع عنه ذلك لدرجة أن الناس ، هرعوا إليه عندما هبط داءٌ خطير بدودة القز. تذمروا عندما لم يجدوا الدواء المناسب بالسرعة المناسبة. وكان يردُّ عليهم بالصبر أخذ الموت أحد أبنائه ، وما جفّت دمعته حتى اختطف الثاني ، ثم تطاول على ولده الثالث فهمس في أذنه صديق حميم: " ... أما أن تتابع عملك في مثل هذه الظروف القاسية فجرأة ما بعدها جرأة.."
أجابه باستور:" أجهل يا صاحبي مايتعلق بجرأتي كل الجهل ، ولكن أعلم ما يتعلق بواجبي كلَّ العلم".
هذا العلم بالواجب جعله يلازم عمله رغم العواصف حوله بحيث كان يعمل ثماني عشرة ساعة كلَّ يوم. بعد تجارب تميزت بالصبر أعلن " باستور" أن مرض دودة القز موروث عن بيض موبوء ، ونادى بإبادة هذا البيض عند ذلك حاول تجار البيض الانتقام منه وأطلقوا الشائعات ضده وكان يجيب دائماً بالصبر إلى أن تحّول الناس إلى الإيمان بما قال . أقام له سكان القرية التي اشيع أنه طُرد منهاتمثالاً تقديراً له .. وعندما وصله علمُ ذلك قال معلقاً :" ((.. أنا لا أجد في الرخام مجداً وشرفاً فإنما مجدي وشرفي في تخفيف أذى النكبة التي ألّمت ببلادي ولو على حساب التضحيّة بشخصي...".
وحين تعجب الكثيرون من أن عمله الدؤوب لم يعد عليه بغير العيش الشريف المتواضع ومنهم نابليون الثالث عندما التقى به قال باستور يرد عليهم: " يحط العالم من قدر نفسه إذا عمل في سبيل نفعه الشخصي . " .
صار باستور شهيراً إلى حد كانت فرنسا تهرع إليه عند كل وباء يؤثر في اقتصادها.
على أثر صفقة فاسدة خسرت بلاده معها الملايين ، اكتشف مبدأ التعقّيم المشهور باسم البسترة الذي جاء نسبةً إلى اسم باستور )والذي ينعم به العالم جميعه. قضى بعملية التعقيم هذه على الطفيليات التي كانت تعيث فساداً في طعامنا وشرابنا في عام 1867م نشر دراسته الشهيرة عن التخمير ، وطارت شهرته واعتبرته الأوساط العلمية أعظم حجّة للكيمياء في عصره.
توصل باستور نتيجة تجاربه إلى أهمية عملية التطهير أثناء العمل الجراحي ، تطهير اليدين والضمادات والمشارط لأنها تحمل ملايين الجراثيم التي يحفل بهاالهواء ، وكانت النتائج باهرة منذ البداية حيث انخفضت نسبة الوفيّات في العمليات الجراحية خلال عامين من 90% إلى 15%.
تجربة
في تم.
يعتبرباستير من اعظم الشخصيات في تاريخ الطب.. فقد ساهم باجتهادات كثيرة في العلوم الحديثة ولكن فضله الأول يرجع الى اكتشافه الجراثيم وعلاقتها بالمرض وايضاً الى اكتشافه التطعيم الواقي منها.
كما قام بإكتشاف عظيم في الكمياء بخصوص تناسق الجزيئات في المادة و علاقتة بإنعكاس الضوء.
ولد لويس أولوي باستير في 27 ديسمبر عام 1822م في بلدة «دول» بفرنسا وكان أبوه "جان باستير" جنديا بالجيش الفرنسى وعمل مع قوات نابليون بونابرت وانتقلت العائلة بعد مولده بقليل الى بلدة «مارنو» ثم الى «أربوا» حيث لا يزال منزله القديم قائماً على حاله وقد تحول الى متحف صغير..
وقد بدأ باستير الطفل دراسته في المدرسة الابتدائية ببلدة «أربوا» ثم تابعها منتسباً بسبب ضيق الموارد بكلية «أربوا» وقد نصح مدير الكلية أباه ان يلحقه بكلية المعلمين في باريس وبالفعل ذهب باستير الى باريس 1838 ولكن نظراً لضيق ذات يده لم يتمكن من البقاء طويلاً هناك فعاد الى بلدته ليكمل دراسته بها ولمس في نفسه شغفه بالعلوم فانتقل الى بلدة «بيزانسون» ليدرس في كليتها وفيها تخرج عام 1841، وكان لا يزال يحلم بدخول كلية المعلمين في باريس وفي العام التالي تقدم اليها وكان ترتيبه الرابع عشر من بين اثنين وعشرين من المتقدمين ولكنه لم يرض عن ذلك فتقدم مرة أخرى في السنة التالية فكان ترتيبه الرابع والتحق بالكلية وقد كان للسنة الأولى من الدراسة تأثير كبير على نفس «باستير» وزاد من هذا التأثير صلاته المباشرة مع كثير من العلماء الكبار في السوربون وكلية المعلمين.
وبعد حصوله على الماجستير استكمل باستير نشاطاته البحثية بدراسة "Optical Activity" النشاط البصرى للمواد وقد توصل باستير الى أن بعض المواد لها القابلية أن تنقسم الى مركبين: أيمن, وأيسر كل منهما صورة مرئية للأخر وقد مهد هذا الاكتشاف لظهور ما يعرف بعلم الكيمياء البصرية Stereoscopic Chemisty
وفي عام 1847 تخرج من كلية المعلمين بعد حصوله على درجة الدكتوراه في العلوم وفي العام التالي مباشرة اكتشف ظاهرة عدم التماثل الجزيئي في بعض أملاح أحد الأحماض مما رفع قدره كثيراً وجلب له كرسي الأستاذية في كلية «ديجون» غير أنه لم يسعد بهذا التعيين فقد قطع عليه سلسلة بحوثه الكيميائية في علم البللورات.
وفي عام 1849 عين استاذاً بكلية العلوم بجامعة ستراسبورج وتزوج من «ماري لوان» ابنة مدير الجامعة والتي قامت على خدمته واعانته في بحوثه وعملت له مساعدة معمل وسكرتيرة وأنجب منها خمسة أطفال ولكن لسوء الأحوال الصحية فى ذلك الوقت وانتشار الأوبئة والأمراض توفى ثلاثة منهم فى طفولتهم ولا شك أن هذا أحدث أثرا كبيرا فى نفس باستير وربما كان هو الدافع له للاتجاه بعد ذلك الى دراسة البكتريا ومحاولة إيجاد الطرق للوقاية منه .
لبث «باستير» في تلك الجامعة حتى عام 1854 ثم بدأت مرحلة هامة في تاريخ حياته وتاريخ العلم عامة وذلك عند تعيينه استاذاً وعميداً لكلية العلوم في جامعة «ليل» في المدة من 1854 1857 وفي هذه الفترة بدأ بحوثه على عملية التخمر وكيف تحدث واستخدام الميكروسكوب في ذلك.
حيث انه فى أثناء تدريسه بالكلية طلب منه والد أحد طلابه ويدعى السيد "بيجوت" المساعدة فى حل إحدى المشاكل التى تواجه فى مصنع الخمور الخاص به .
وكان هذا المصنع يقوم بتصنيع الكحول عن طريق تخمير البنجر ولكن فى أحيان كثيرة كانت نتيجة تخمير البنجر هى الحصول على حامض اللاكتيك بدلا من الكحول . شرع باستير فى بحث هذه المشكلة وقد لاحظ أنه بجوار فطر الخميرة المسئول عن تخمر البنجر وتحوله الى كحول توجد أنواع أخرى من البكتريا تتدخل فى هذا التخمر وتسبب فساده وتحلله إلى حامض اللاكتيك واهتدى الى ان سبب التخمر يرجع الى كائنات جرثومية صغيرة وان هذه الكائنات هي المسؤولة عن افساد المشروبات المخمرة.. وبسرعة توصل الى نتيجة أخرى هي ان هذه الكائنات من الممكن ان تؤدي الى إيذاء الإنسان والحيوان.
ولم يكن باستير هو أول من لاحظ ذلك فقد سبقه كثيرون ولكنه هو أول من أثبت بالتجربة صحة نظريته وهذا وحده هو الذي أدى الى اقناع كل العلماء في عصره.
من أجل ذلك ابتكر «باستير» طريقة «البسترة» نسبة اليه للقضاء على الجراثيم والميكروبات التي تصيب اللبن وبعض الأشربة الأخرى وذلك بتسخينها لدرجة حرارة معينة ثم تبريدها تبريداً مفاجئاً ويعتبر ذلك تعقيماً لها. و كما يلاحظ أن كلمة مبستر تكتب على علب الحليب في وقتنا الحالي .
ولم يمر شهرين على هذا الحدث حتى تم تعيين باستير رئيسا لقسم الدراسات العلمية فى كلية "Ecole normal superieure" ، وفى الفترة التالية من حياته انطلق باستير إلى مرحلة جديدة من الإبداع وتسببت جهوده فى إنقاذ فرنسا والعالم من العديد من الكوارث المتلاحقة
وقد لجأ اليه استاذه القديم «دوماس» طالباً منه إنقاذ صناعة الحرير في جنوب فرنسا من مرض يصيب دودة الحرير فيقضي عليها حيث أصيبت صناعة الحرير فى فرنسا فى الفترة من 1855 – 1865 بالشلل نتيجة لإصابة دودة القز بداء يدعى Pebrine وقد وصلت الخسائر من هذا المرض فى عام 1865 الى أكثر من 120 مليون فرنك فرنسى فانتقل باستير مع أعوانه الى مناطق الإصابة وتعلم من الفلاحين دورة حياة الدودة والأعراض التي تظهر على المريض منها وفحصها تحت الميكروسكوب فوجد ان هناك مستعمرات صغيرة من الميكروبات هي التي تسبب المرض.
وبعد خمس سنوات قضاها باستير وثلاثة من اعوانه ومعهم دائماً مدام باستير توصلوا الى أن الطريقة المثلى للحفاظ على دودة القز هو إنتاج سلالات من الدود من البيض السليم ولم يكد باستير يصل إلى هذا الحل حتى فوجئ بظهور مرض جديد أصاب دودة القز يدعى Flacherie وكان ذلك بمثابة ضربة قاصمة لجهود باستير المضنية فى السنوات الخمس أصيب على أثرها بالاكتئاب لفترة ثم ما لبث أن عادت اليه عزيمته فواصل البحث حتى توصل الى أن السبب فى المرض الجديد هو بكتريا تصيب ورق التوت التى تتغذى به دودة القز وقد استطاع التغلب على ذلك بالبعد عن ورق التوت المصاب وكان هذا سببا فى القضاء على مرض دودة الحرير وامكن انقاذ صناعته التي تقدر بملايين الفرنكات.
سـِرّ التـَّطعيم!
في العام 1880 طـُلب من لويس باستير أن يبحث مرضًا معينـًا يصيب الدجاج، سببـُه جرثومة صغيرة. قام باستير بتربية الجرثومة الصغيرة في شوربة دجاج ساخنة، وقد تكاثرت الجرثومة فيها. ومن فترة إلى أخرى، كان باستير يأخذ قطرة شوربة مليئة بالجراثيم ويطعم إحدى الدجاجات. وبعد مدة قصيرة، فقدت الدجاجة شهيتها إلى الطعام وأصبحت تميل إلى النوم، ثم ماتت. وقد تكرر هذا في كل مرة تناولت فيها دجاجة أخرى من الشوربة.
تجربة غريبة بجراثيم كبيرة في السّنّ كان باستير يحاول دائمًا البحث عن طريقة لإثارة إعجاب الناس، وكان يخترع تجارب دون انقطاع، بعضها غريبة جدًا. وفي أحد الأيام أراد أن يفحص ما الذي يحدث إذا حقن دجاجاته بقطرة من الشوربة القديمة، أي شوربة كانت على الرّف مدة طويلة، وأصبحت الجراثيم التي فيها متقدمة في السن. بعد ساعات من حقن الدجاجات بالشوربة، بدت الدجاجات مسكينة للغاية. لكن، وفي يوم الغد، عندما جاء باستير إلى المختبر وقد استعد لتشريح جثث الدجاجات، وجدها تتنقل في القفص من مكان إلى آخر سعيدة وبصحة وعافية... لقد كان هذا في قمة الغرابة! حتى تلك اللحظة، كان كل لقاء لدجاجة بالجراثيم ينتهي بالموت!
دجاجات "مُستعملة" وفي تلك الفترة، حان موعد العطلة الصيفية، فخرج لويس باستير في عطلة، ونسي الدجاجات الغريبة كـُليًا... . وعندما عاد باستير إلى المختبر، بعد حوالي شهر، أراد مواصلة تجاربه وطلب من مساعده أن يحضر له أربع دجاجات. وململ مساعده وقال إنه لم يسعفه الوقت لإعادة ترتيب المختبر بعد العطلة، لذلك يوجد لديه دجاجتان فقط. كما كان معه دجاجتان إضافيتان سليمتان لكنهما كانتا الدجاجتان اللتان تم حقنهما بوجبة الجراثيم المتقدمة في السن اللتين أصيبتا بالمرض، لكنهما بقيتا على قيد الحياة.
ماذا جرى للدجاجات "المُستعملة"؟" لم يكن أمام باستير خيار آخر، وأخذ دجاجتـَيْن جديدتـَيْن واثنتين "مُستعملتـَيْن"، وحقن جميع الدجاجات بجراثيم جديدة (طازجة) صغيرة السن وعنيفة.
وفي اليوم التالي، جاء باستير إلى مختبره ولم يُصَدّق ما رآه: الدجاجتان الجديدتان كانتا ميتتـَيْن في القفص، ولا يوجد أي شيء غريب في هذا. إذ أنه تم حقنهما قبل يوم واحد بالجراثيم الفتـّاكـَة. لكن الدجاجتـَيْن "المُستعملتـَيْن"، أي الدجاجتـَيْن اللتين تم حقنهما مرة بجراثيم كبيرة في السن، وقبل يوم واحد بجراثيم عنيفة – كانت "تـَتـَمَخـْطـَر" في القفص بقوة وبصحة وعافية!
اكتشاف دراماتيكي – سِـرُّ التـَّطعيم وفي تلك اللحظة، فهم لويس باستير سِـرَّ التطعيم: إذا قمنا بنقل العدوى إلى حيوان بواسطة جراثيم ضعيفة، فإنه سيصاب بمرض طفيف ولن يموت. وبعد أن يتماثل الحيوان إلى الشـّفاء، فسيكون قادرًا على الصمود أمام أي هجوم من قبل جراثيم من هذا النوع، حتى ولو كانت عنيفة بشكل خاص.
وأعلن باستير أن هذا هو أعظم اكتشاف له – التـَّطعيم! لقد نجح في استخدام ألـَدّ أعداء الإنسان – الجراثيم – ضد نفسها!
لقد أدت أبحاث واكتشافات باستير عن الجراثيم والميكروبات والأمراض التي تسببها الى ذيوع شهرته في فرنسا وفي العالم كله واعتمد عليها الجراح الاسكتلندي الشهير «جوزيف ليستر» وطبقها في عمليات التعقيم التي اجراها لمرضاه وانقذ منهم كثيرين..
كما نجح باستير أيضاً في القضاء على مرض كوليرا الدجاج وعلى مرض الجمرة الخبيثة التي تصيب الماشية.. لقد أمكن تحضير أمصال من ميكروب هذا المرض وغيره وحقنها في الحيوانات المريضة فتشفيها بعد فترة.
ثم ركز باستير أبحاثه بعد ذلك على مرض الكلب، ذلك المرض الخطير الذي يعوي المريض به كالكلاب! ويصاب بعطش شديد لا يطفئه الماء، فالماء يخنقه ويحبس أنفاسه ثم يتطور المرض حتى ينتهي بالموت.. وكانت وسيلة العلاج السائدة هي كي مكان العضة بالحديد المحمي وان لم تؤد الى نتيجة في أغلب الحالات. وبعد أبحاث متعددة وتجارب فاشلة وأخرى ناجحة توصل باستير الى تحضير لقاح ضد هذا المرض اللعين.
وفي السادس من يولية عام 1885 بدأ علاج أول آدمي من عضة كلب مسعور.. وبعد اربع عشرة حقنة اعطاها له باستير، عاد الصبي «جوزيف مايستر» الى بلدته ولم تظهر عليه أية أعراض للمرض بعد ذلك، وقد وفد اليه اعداد غفيرة ممن اصابتهم الكلاب والذئاب المسعورة من جميع أرجاء فرنسا ومن خارجها لكي يعالجهم.
وقد جاءه يوماً تسعة عشر فلاحاً من مدينة «مولنسك» الروسية عضهم ذئب مسعور ومضت على اصابتهم ما يقرب من ثلاثة اسابيع جاءوا الى باريس يطلبون النجاة على يد باستير وكان خمسة منهم في حالة سيئة جداً. وقام باستير بحقنهم بأمصاله التي أعدها.. واقتصاداً للوقت كان يحقنهم صباحاً ومساء.. وانتظر العالم ليسمع نتائج هذه التجربة، وكانت النتيجة نصراً هائلاً لنظريات باستير.. فقد نجا ستة عشر مصاباً.. ومات ثلاثة، كان من الواضح ان «الميكروب» قد سبق الى جهازهم العصبي فلا حيلة للأمصال فيها.. وعاد الفلاحون الى بلادهم والعالم كله يهلل لباستير.. وبعث قيصر روسيا له وساماً اضافة الى الأوسمة الكثيرة التي ازدحم بها صدره.. كما ارسل اليه هبة من المال لبناء معامل جديدة وبعدها انهالت الهبات الأخرى التي رصدت لإنشاء «معهد باستير» في باريس والذي افتتح في نوفمبر عام 1888م.
وبمناسبة بلوغه عامه السبعين، أقامت له فرنسا حفلاً كبيراً واجتمعت الوفود من جميع أنحاء العالم في مدرج السوربون الكبير، في ديسمبر عام 1892 ودخل باستير وهو يعرج قليلاً من اثر شلل قديم قد أصابه، وهو مستند على ذراع رئيس الجمهورية، والقوم كلهم وقوف يحيونه.. واندفع اليه «جوزيف ليستر» يعانقه ثم يقول في وصفه انه «رجل آمن إيماناً راسخاً أن العلم والسلم سوف ينتصران على الجهل والحرب وان الناس سوف تجتمع على البناء لا التخريب».
وبعد ثلاث سنوات من هذا التكريم وفي 28 سبتمر عام 1895 توفي باستير ودفن في مقبرة أعدت له في معهده.
انتوني فان ليفينهوك
أنطوني فان ليفينهوك
أنطوني فان ليفينهوك
Antonie van Leeuwenhoek
رسمه شخصية لليفينهوك
ولدَ في 24 أكتوبر 1632
دفت، هولندا
توفي في 30 أغسطس, 1723 (العمر 90 عاما)
دفت، هولندا
مكان الإقامة هولندا
الجنسية هولندي
مجال البحث Microscopist
اشتهر بسبب اكتشاف الأوالي
أول وصف لخلايا الدم الحمراء
الديانة Dutch Reformed Church
View of Delft by Johannes Vermeer, 1660-1661
Replica of microscope by Van Leeuwenhoek
Van Leeuwenhoek's microscopes by Henry Baker
Antonie van Leeuwenhoek is buried in the Oude kerk in Delft
قطاع ميكروسكوبي في شجرة دردار عمرها عام واحد , الرسم بواسطة ليفنهوك نفسه.
The Geographer by Johannes Vermeer
أنطوني فان ليفينهوك (بالإنجليزية: Antonie van Leeuwenhoek) (من 1632 إلى 1723) باحث هولندي اخترع أول مجهر ضوئي بسيط شاهد من خلاله كائنات حية دقيقة في قطرات الماء و هو من أوائل العلماء الذين استخدموا العدسات.
•
سيرته الذاتية
ولد في مدينة دفت سنة 1632 بهولندا , اسرته متوسطة وأمضى حياته كلها موظفاً صغيراً في الحكومة . تزوك ليفنهوك مرتين وانجب ستة أولاد ولم يكن له أحفاد , وكانت صحته جيدة وظل يعمل بهمة ونشاط حتى قبل وفاته بساعات , وقد زاره في بيته عظماء الأدب والعلم والسياسة في عصره , زاره القيصر الروسي بطرس الأكبر وملكة إنجلترا . وتوفي في نفس المدينة التي ولد بها في التسعينات من عمره.
[عدل] أكتشافه للميكروب
أما سبب اكتشافه للميكروب فلأنه كان هاويا للنظر في الميكروسكوب و لم يكن من السهل في هذا الوقت شرائه من المحال العامة , ولذلك قام بتركيب ميكروسكوب لاستعماله الخاص . ولم يتعلم صناعة العدسات ولا فن جلاء الزجاج تمهيداً لصناعة العدسة المناسبة . ولكنه استطاع عن طريق تركيب العدسات بعضها فوق بعض الحصول على كفاءة للابصار ليست في استطاعة أية ميكروسكوب مستخدم ذلك الوقت . ومن بين العدسات التي صنعها واحدة كانت قادرة على تكبر الأشياء 270 مرة . وهناك ما يدل على أنه صنع عدسات ذات قدرة على تكبير الأشياء أكثر من ذلك. كان ليفنهوك رجلاً صبورا ومثابر وقوي الملاحظة , واستطاع بعدساته هذه أن ينظر إلى كثير من المواد ابتداء من شعر الأنسان إلى قطرات الدجم وقطرات الماء والحشرات و الأنسجة الجلدية والعضلية , وسجل ملاحظاته كلها وبمتتهى العناية , كما أنه قام برسم كل ما شاهده تحت الميكروسكوب.
[عدل] مسيرته العلمية
ظل ليفنهوك يراسل الجمعية الملكية البريطانية منذ سنة 1673 وهي الجمعية العلمية الرائدة في العالم كله , وبالرغم من أنه لا يتحدث سوى اللغة الهولندية , فقد انتخبوه عضواً بالجمعية عام 1680 , كما أنه أصبح عضواً مراسلاً لأكاديمية العلوم بباريس .و الجدير بالذكر أنه أول من اكتشف تركيب الحيوانات المنوية , واول من وصف كريات الدم الحمراء , وقد عارض نظرية التوالد التلقائي لأشكال الحياة الدنيا . وقدم أدلة كثيرة تؤيد وجهة نظره , وقد أثبت أن الراغيث تتكاثر تماما كالحشرات ذات الأجنحة .
ولكن اعظم اكتشاف له جاء سنة 1674 عندما سجل أول ملاحظاته عن الميكروبات . ففي قطرة واحدة للماء أكتشف عالماً قائما بذاته , عالماً جديداً لا شك فيه , وعلى الرغم من أنه لم يعرف ما الذي اكتشفه بالضبط , فإنه أول من أشار إليه , ومع ذلك فإن الذي اكتشفه كانت له أهمية عظمى في تاريخ البشرية , وهذه الكائنات الصغيرة الكثيرة الأخرى في افنسان والحيوان , وقد تمكن من العثور على الميكروبات في أماكن كثيرة : في المستنقعات وفي ماء المطر وفي أفواه وأمعاء الأنسان , واستطاع أن يضيف أنواعاً مختلفة من البكتريا وحسب أحجامها جميعاً. ولم تظهر أهمية وخطورة اكتشاف ليفنيك هذا إلا عندما ظهر العالم الفرنسي الكبير باستور . أي بعد ذلك بمائتي عام وقد ظل علم الميكروبات نائماً خامداً حتى جاء القرن التاسع عشر عندما تطور أحجام العدسات وتطورت صناعة الميكروسكوب .
العلماء الرواد في علم الأحياء
ابن سينا
هناك الكثير من العلماء الرواد في علم الأحياء (البيولوجي) منهم العرب و منهم الأجانب ، على أن العلماء العرب و منهم ابن سينا والخوارزمي و الرازي و ابن بطوطه و ابن خلدون وداود الأنطاكي وابن رشد وعبد اللطيف البغدادي وغيرهم , حيث يبلغ عددهم حوالي الخمسين عالما ، كان لهم فضل السبق في شتى فروع المعرفة وخاصة العلوم البيولوجية . وسوف نتحدث في هذا البحث عن ابن سينا عن حياته و مولده وعن قوانينه و أحكامه و نظرياته وغيرها من المعلومات التى تعبر عن شخصية العالم الكبير العربي ابن سينا .
سوف يتكون هذا البحث من عدة أبواب و لاكنها مفتوحة على بعضا وهدفنا من هذا البحث هو تقدير للعالم ابن سينا وأيضا العلماء العرب أجمعهم ويعتبر ابن سينا من أحد من عباقرة المسلمين الكبار ،عاش في القرن الحادي عشر من ميلاد السيد المسيح ،وبلغ صيته الذروة منذ ذلك التريخ وحتى اللآن وعرف المجد، وذاق ويلات السجن ، وودع الدنيا دون الستين. لقبه معاصروه بالشيخ الرئيس ، ومنحه الغرب : لقب أبو الطب البشري. أبدع معارف جديدة في كل العلوم . وظل كتاباه :القانون والشفاء يضيئان الطريق للبشرية ثمانية قرون في كل العلوم . و أيضا سوف نتعرف على ابن سينا وهو في الطب و التدريس و مراحل التعليم .و سبب اختيارنا لهذه الشخصية:لأنه يعد العالم ابن سينا من أبرز العلماء الذين لهم الأثر في الكثير من العلوم و خاصة الطب و قد لقب بـ أمير الأطباء و قد كان من أول العلماء الذين لهم الفضل في استكشاف الكثير من العقاقير والأدوية وتعرف على مسببات الأمراض وطرائق علاجها، إلى غير ذلك من الإكتشافات الطبية والفلكية والجيولوجية.
اسمه و نسبه
أبو علي الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا، ولد في عام 370هـ فيلسوف وطبيب وعالم طبيعي اشتهر في القرنين الرابع والخامس الهجريين / الحادي عشر الميلادي. ولد في أفشنة وهي قرية مجاورة لبخارى (التي تقع الآن في جمهورية أزبكستان السوفيتية.
نشأ ابن سينا وترعرع في ظل أسرة مستقيمة متكاملة، فقد كان والده من بلخ، ثم انتقل إلى بخارى في أيام حكم الأمير نوح بن منصور حيث قام على ضيعة من ضياع بخارى اسمها خرميثن، ولكنه سكن بأفشنة وأقام بها، حيث كانت قريبة من مقر عمله، ومن هذه القرية اختار زوجته سارة التي أنجبت له ولدين أكبرهما هو ابن سينا ثم انتقلت الأسرة بعد ذلك إلى بخارى.
ولما كان أبوه من الحكام فقد استطاع أن يوفر له ولأخيه تعليما مثاليا بالنسبة لثقافـة ذلك العصر. فأحضر لهما والدهما معلما للقرآن ومعلما للأدب. وفي سن العاشرة كان ابن سينا قد أتم حفظ القرآن ودرس كثيرا من كتب الأدب، ثم أرسله أبوه إلى رجل يعلمه الحساب، وكان هذا الرجل بقالا، إلا أنه كان عليما بالحساب. ثم درس ابن سينا الفقه وطرق البحث والمناظرة، وقرأ التصوف فكان من أفضل السالكين فيه.
ثم قدم إلى بخارى رجل اسمه أبو عبد الله الناتلي وكان يدعى المتفلسف، فنزل ضيفا في دار ابن سينا فعلمه شيئا من الفلسفة أثناء إقامته عندهم. فبدأ الناتلي بكتاب في المنطق. ولكن ابن سينا كان يتصور المسائل المنطقية خيرا منه، وكثيرا ما بُهر أستاذه بمعرفته بدقائق المنطق وتفصيلاته. وتولى ابن سينا بعد ذلك قراءة كتب المنطق وشروحها بنفسه حتى أتقن هذا العلم ووقف على دقائقه. ثم شرع بعد ذلك في دراسة كتاب في أصول الهندسة وقرأه على أستاذه أيضا، لكنه لم يقرأ عليه سوى خمسة أو ستة أشكال من أول الكتاب، ثم تولى بعد ذلك تعلم بقية الكتاب بنفسه. ولما غادر أستاذه إلى بخارى، أخذ ابن سينا في دراسة العلم الطبيعي، وانفتحت عليه أبواب العلم فعرج على الطب فدرسه ونبغ فيه في مدة قصيرة، إذ لم يجده ابن سينا من العلوم الصعبة فأتقنه حتى أصبح متميزا فيه، ولجأ إليه كبراء الطب يقرءون عليه أنواعه والمعالجات المقتبسة من التجربة، كما تولى علاج المرضى، ولم يكن يتقاضى أجرا نظير ذلك.))
(( تفرغ ابن س ينا للدرس وانقطع للعلم، فلم ينم ليلة واحدة بطولها ولا اشتغل في النهار بغير العلم، وفي خلال هذه المدة لم ينقطع عن دراسة الفقه وجميع أجزاء الفلسفة. وكانت له طريقته الخاصة في فهم القضايا والحجج، فقد كان يرتب المسألة التي يريد فهمها على شكل قياس منطقي، ويجتهد في إيجاد الحد الأوسط واستكشافه، لأنه كان يعتقد أنه لا يمكنه فهم المسألة إلا إذا عرف الحد الأوسط. وكان يجهد نفسه في ذلك، فأحيانا يقع على الحد الأوسط بعد طول عناء، وأحيانا أخرى ييأس من ذلك فيقوم إلى الجامع فيتوضأ ويصلي ويتجه إلى الله بالدعاء رجاء أن يوفقه ويفتح عليه مغاليق المسألة، ثم يأوي إلى فراشه فيفتح الله عليه في المنام ما انغلق عليه فيستيقظ في الصباح ويتصدق على الفقراء حمدا لله على ما أنعم عليه من نعم.
ولقد أنهى ابن سينا تحصيل جميع العلوم المعروفة في عصره وهو في سن السادسة عشرة. وحدث بعد ذلك أن الأمير نوح بن منصور مرض، وحار الأطباء في علاجه، فجرى اسم ابن سينا في حضرة الأمير، فأمر بإحضاره ليشارك الأطباء المشورة والعلاج. فحضر وقام على علاج الأمير حتى شفي. فقربه الأمير، ثم استأذنه ابن سينا بعد ذلك في أن يدخل مكتبة القصر، فأذن له الأمير. وكانت مكتبة ضخمة لم يكن يدخلها أحد إلا بإذن الأمير. فقرأ ابن سينا كل ما في المكتبة وظفر بفوائدها وعرف مرتبة كل رجل في علمه حتى احترقت هذه المكتبة في اضطرابات حدثت بالدولة السامانية، ولم يبق منها إلا ما حواه ابن سينا بعقله وقلبه.
ولقد فرغ ابن سينا من تحصيل جميع العلوم من لغة وفقه وحساب وهندسة ومنطق وفلسفة وطب وهو في سن الثامنة عشر، ووقف على تفصيلاتها ودقائقها وأغراضها، إلا علما واحد استعصى عليه ولم يفهمه وهو علم ما بعد الطبيعة (الإلهيات). فقد قرأ كتاب أرسطو في هذا العلم ولم يفهم منه شيئا، وأعاد قراءته أربعين مرة حتى حفظه عن ظهر قلب دون أن يفهمه. وفي يوم من الأيام ذهب إلى السوق فعرض عليه دلال كتابا صغيرا في أغراض ما بعد الطبيعة، فرده ابن سينا ردا متبرما متحججا بأنه علم لا فائدة منه. فأخبره الدلال بأن الكتاب سعره ثلاثة دنانير فقط وصاحبه في حاجة إلى ثمنه، فاشتراه منه، فإذا هو كتاب الفارابي في أغراض ما بعد الطبيعة. فأسرع ابن سينا إلى البيت وقرأه فانفتح ما استغلق عليه في الحال لأنه كان يحفظ كت اب أرسطو، ففرح لهذا وتصدق كثيرا على الفقراء. لكن العلم لم ينضج في ذهنه إلا بعد أن بلغ مدارك الرجال، واكتسب الخبرات من السفر والترحال.
بدأ ابن سينا أسفاره بعد أن اضطربت أمور الدولة السامانية، وبعد أن مات والده وكان عمره اثنتين وعشرين سنة آنذاك، فخرج من بخارى إلى كركانج، وكان يلبس زي الفقهاء، فأكرمه أمير خوارزم وقرر له راتبا شهريا يقوم به. وانتقل بعد ذلك إلى جرجان وخراسان وقصد الأمير قابوس فأكرم وفادته. ولما أسر الأمير قابوس وسجن غادر إلى دهستان ومرض بها مرضا صعبا، فغادر إلى جرجان، حيث التقى بأبي عبد الله الجوزجاني.
وفي جرجان تنقل ابن سينا من قصر أمير إلى آخر حتى تقلد الوزارة مرتين لشمس الدولة في همدان. وقد عانى كثيرا من الدسائس والفتن التي كانت مستعرة بين أمراء ذلك العصر حتى أنه تعرض للتشريد والنهب والسجن والطرد من الوظائف السياسية. ولكنه رغم هذه الحياة السياسية المتقلبة لم ينقطع عن الكتابة والدرس والتأليف. فكان يبدأ الدرس مع تلاميذه في أول الليل، يملي عليهم الكتب دون أن يحضره الكتاب، وفي الصباح يذهب إلى الوزارة يدير شئونها.
ولقد تميزت إسهامات ابن سينا في جوانب كثيرة من المعرفة أودعها مؤلفاته العديدة التي وصلت ما يقارب مائتين وخمسين مؤلفا، بين كتاب ورسالة ومقالة، صنفها في شتى أنواع العلوم والمعارف منها الرياضيات والمنطق، والأخلاق، والطبيعيات، والطب، والفلسفة. إلا أن أبرز إنجازاته تظهر في مجال الطب فصنف فيه كتابه القانون ، الذي وضع فيه ملاحظات دقيقة مثل
3
ربطه بين السل وأمراض الرئة الأخرى، والإشارة إلى دور الماء والأتربة في نقل العدوى المرضية إضافة إلى الربط بين العوامل النفسية والعاطفية والمرض وأسباب الشذوذ. ولقد نال هذا الكتاب شهرة كبيرة في الأوساط الطبية، فقد شرحه من قبل عدد كبير من الأطباء الذين جاءوا من بعده. كما ترجم إلى لغات أوروبية عديدة، حيث ظل يدرس في جامعات أوروبا طوال أربعة قرون متصلة. علاوة على ذلك فيعد ابن سينا واحدا من أشهر الشعراء الذين وضعوا أرجوزات في العلوم. وتعد أرجوزته في الطب من أشهر هذه الأرجوزات.))
في محراب العلم والإيمان
وكان ابن سينا عالما وفيلسوفا وطبيبا وشاعرا، ولُقِّب بالشيخ الرئيس والمعلم الثالث بعد أرسطو والفارابي، كما عرف بأمير الأطباء وأرسطو الإسلام، وكان سابقا لعصره في مجالات فكرية عديدة، ولم يصرفه اشتغاله بالعلم عن المشاركة في الحياة العامة في عصره؛ فقد تعايش مع مشكلات مجتمعه، وتفاعل مع ما يموج به من اتجاهات فكرية، وشارك في صنع نهضته العلمية والحضارية.
وكان لذلك كله أبلغ الأثر في إضفاء المسحة العقلية على آرائه ونظرياته، وقد انعكس ذلك أيضا على أفكاره وآثاره ومؤلفاته، فلم يكن ابن سينا يتقيد بكل ما وصل إليه ممن سبقوه من نظريات، وإنما كان ينظر إليها ناقدا ومحللا، ويعرضها على مرآة عقله وتفكيره، فما وافق تفكيره وقبله عقله أخذه وزاد عليه ما توصل إليه واكتسبه بأبحاثه وخبراته ومشاهداته، وكان يقول: إن الفلاسفة يخطئون ويصيبون كسائر الناس، وهم ليسوا معصومين عن الخطأ والزلل.
ولذلك فقد حارب التنجيم وبعض الأفكار السائدة في عصره في بعض نواحي الكيمياء، وخالف معاصريه ومن تقدموا عليه، الذين قالوا بإمكان تحويل بعض الفلزات الخسيسة إلى الذهب والفضة، فنفى إمكان حدوث ذلك التحويل في جوهر الفلزات، وإنما هو تغيير ظاهري في شكل الفلز وصورته، وفسّر ذلك بأن لكل عنصر منها تركيبه الخاص الذي لا يمكن تغييره بطرق التحويل المعروفة.
وقد أثارت شهرة ابن سينا ومكانته العلمية حسد بعض معاصريه وغيرتهم عليه، ووجدوا في نزعته العقلية وآرائه الجديدة في الطب والعلوم والفلسفة مدخلا للطعن عليه واتهامه بالإلحاد والزندقة، ولكنه كان يرد عليهم بقوله: "إيماني بالله لا يتزعزع؛ فلو كنت كافرا فليس ثمة مسلم حقيقي واحد على ظهر الأرض".
صفحة من مخطوطة في الفلك
كان لابن سينا ريادات في العديد من العلوم والفنون؛ ففي مجال علم الفلك استطاع ابن سينا أن يرصد مرور كوكب الزهرة عبر دائرة قرص الشمس بالعين المجردة في يوم (10 جمادى الآخرة 423 هـ = 24 من مايو 1032م)، وهو ما أقره الفلكي الإنجليزي "جير مياروكس" في القرن السابع عشر.
واشتغل ابن سينا بالرصد، وتعمق في علم الهيئة، ووضع في خلل الرصد آلات لم يُسبق إليها، وله في ذلك عدد من المؤلفات القيمة، مثل:
- كتاب الأرصاد الكلية.
- رسالة الآلة الرصدية.
- كتاب الأجرام السماوية.
- كتاب في كيفية الرصد ومطابقته للعلم الطبيعي.
- مقالة في هيئة الأرض من السماء وكونها في الوسط.
- كتاب إبطال أحكام النجوم.
عالم جيولوجيا
وله أيضا قيمة في علم طبقات الأرض (الجيولوجيا) خاصة في المعادن وتكوين الحجارة والجبال، فيرى أنها تكونت من طين لزج خصب على طول الزمان، وتحجر في مدد لا تضبط، فيشبه أن هذه المعمورة كانت في سالف الأيام مغمورة في البحار، وكثيرا ما يوجد في الأحجار إذا كسرت أجزاء من الحيوانات المائية كالأصداف وغيرها.
كما ذكر الزلازل وفسرها بأنها حركة تعرض لجزء من أجزاء الأرض؛ بسبب ما تحته، ولا محالة أن ذلك السبب يعرض له أن يتحرك ثم يحرك ما فوقه، والجسم الذي يمكن أن يتحرك تحت الأرض، وهو إما جسم بخاري دخاني قوى الاندفاع أو جسم مائي سيّال أو جسم هوائي أو جسم ناري.
ويتحدث عن السحب وكيفية تكونها؛ فيذكر أنها تولد من الأبخرة الرطبة إذا تصعّدت الحرارة فوافقت الطبقة الباردة من الهواء، فجوهر السحاب بخاري متكاثف طاف الهواء، فالبخار مادة السحب والمطر والثلج والطل والجليد والصقيع والبرد وعليه تتراءى الهالة وقوس قزح.
عالم نبات
وكان لابن سينا اهتمام خاص بعلم النبات، وله دراسات علمية جادة في مجال النباتات الطبية، وقد أجرى المقارنات العلمية الرصينة بين جذور النباتات وأوراقها وأزهارها، ووصفها وصفا علميا دقيقا ودرس أجناسها، وتعرض للتربة وأنواعها والعناصر المؤثرة في نمو النبات، كما تحدث عن ظاهرة المساهمة في الأشجار والنخيل، وذلك بأن تحمل الشجرة حملا ثقيلا في سنة وحملا خفيفا في سنة أخرى أو تحمل سنة ولا تحمل أخرى.
وأشار إلى اختلاف الطعام والرائحة في النبات، وقد سبق كارل متز الذي قال بأهمية التشخيص بوساطة العصارة، وذلك في سنة 1353 هـ = 1934م.
ابن سينا والأقرباذين
وكان لابن سينا معرفة جيدة بالأدوية وفعاليتها، وقد صنف الأدوية في ست مجموعات، وكانت الأدوية المفردة والمركبة (الأقرباذين) التي ذكرها في مصنفاته وبخاصة كتاب القانون لها أثر عظيم وقيمة علمية كبيرة بين علماء الطب والصيدلة، وبلغ عدد الأدوية التي وصفها في كتابه نحو 760 عقَّارًا رتبها ألفبائيا.
ومن المدهش حقا أنه كان يمارس ما يعرف بالطب التجريبي ويطبقه على مرضاه، فقد كان يجرب أي دواء جديد يتعرف عليه على الحيوان أولا، ثم يعطيه للإنسان بعد أن تثبت له صلاحيته ودقته على الشفاء.
كما تحدث عن تلوث البيئة وأثره على صحة الإنسان فقال: "فما دام الهواء ملائما ونقيا وليس به أخلاط من المواد الأخرى بما يتعارض مع مزاج التنفس، فإن الصحة تأتي". وذكر أثر ملوثات البيئة في ظهور أمراض حساسية الجهاز التنفسي.
الطبيب الإنسان
غلاف كتاب القانون المترجم
بالرغم من الشهرة العريضة التي حققها ابن سينا كطبيب والمكانة العلمية العظيمة التي وصل إليها حتى استحق أن يلقب عن جدارة بأمير الأطباء، فإنه لم يسعَ يوما إلى جمع المال أو طلب الشهرة؛ فقد كان يعالج مرضاه بالمجان، بل إنه كثيرا ما كان يقدم لهم الدواء الذي يعده بنفسه.
كان ابن سينا يستشعر نبل رسالته في تخفيف الألم عن مرضاه؛ فصرف جهده وهمته إلى خدمة الإنسانية ومحاربة الجهل والمرض.
واستطاع ابن سينا أن يقدم للإنسانية أعظم الخدمات بما توصل إليه من اكتشافات، وما يسره الله له من فتوحات طبيبة جليلة؛ فكان أول من كشف عن العديد من الأمراض التي ما زالت منتشرة حتى الآن، فهو أول من كشف عن طفيل "الإنكلستوما" وسماها الدودة المستديرة، وهو بذلك قد سبق الإيطالي "دوبيني" بنحو 900 سنة، وهو أول من وصف الالتهاب السحائي، وأول من فرّق بين الشلل الناجم عن سبب داخلي في الدماغ والشلل الناتج عن سبب خارجي، ووصف السكتة الدماغية الناتجة عن كثرة الدم، مخالفا بذلك ما استقر عليه أساطين الطب اليوناني القديم.
كما كشف لأول مرة عن طرق العدوى لبعض الأمراض المعدية كالجدري والحصبة، وذكر أنها تنتقل عن طريق بعض الكائنات الحية الدقيقة في الماء والجو، وقال: إن الماء يحتوي على حيوانات صغيرة جدا لا تُرى بالعين المجردة، وهي التي تسبب بعض الأمراض، وهو ما أكده "فان ليوتهوك" في القرن الثامن عشر والعلماء المتأخرون من بعده، بعد اختراع المجهر.
وكان ابن سينا سابقا لعصره في كثير من ملاحظاته الطبية الدقيقة، فقد درس الاضطرابات العصبية والعوامل النفسية والعقلية كالخوف والحزن والقلق والفرح وغيرها، وأشار إلى أن لها تأثيرا كبيرا في أعضاء الجسم ووظائفها، كما استطاع معرفة بعض الحقائق النفسية والمرضية عن طريق التحليل النفسي، وكان يلجأ في بعض الأحيان إلى الأساليب النفسية في معاجلة مرضاه.
ابن سينا والصيدلة
إن كتاب القانون يحتوي علاوة على المعلومات الطبية أجزاء خصصت للصيدلة، بالرغم من أن ذلك العصر لم يعرف بعد الصيدلة كعلم مستقل بذاته.
وصنف ابن سينا العقاقير تبعا للون والرائحة والتأثير، ففي الطعم فقط جعلها ثماني مجموعات، وبالتأثير صنفها إلى 41 مجموعة.
وذكر ابن سينا الأخطاء التي يمكن أن تحدث أثناء تحضير العقاقير، والتغيرات التي تنتج عن طبخها وتسخينها، ثم شرح طرق تحضيرها بمنهاج صحيح، مثل الطحن والعجن والتكسير والتسخين... الخ.
ويشرح في تلك الأجزاء كذلك الفرق بين العقاقير المركبة، والعقاقير البسيطة، ويشمل هذا الجزء من كتاب القانون اثني عشر مقالا، وتشمل بجانب العقاقير أنواع الترياق المضادة للسموم وكيفية حفظ الفواكه والمربى والحبوب والزيوت والمراهم وكذلك طرق التخزين السليم.
ثم يتبع هذا بمناقشة مفصلة عن الاستعمال السليم للعقاقير لكل عضو من الجسم المختلفة، ولكل مرض منفصلا والكميات السليمة تبعا لمرحلة المرض، ففي المرحلة الأولى يصف الدواء الواقي، وفي المراحل المتأخرة الأدوية المعالجة ،ورسالته الألواحية توضح ذلك.
وفي حالة عدم القدرة على تشخيص العلاج يصف في بادئ الأمر دواء مسكناً للأعراض حتى يتم التعرف على التشخيص الصحيح. وقام ابن سينا بتحضير ترياقين مضادين للسموم، وبتحضير بعض العقاقير التي جعلت منه علامة في تاريخ الصيدلة.
ابن سينا وعلم الجراحة
وقد اتبع ابن سينا في فحص مرضاه وتشخيص المرض وتحديد العلاج الطريقة الحديثة المتبعة الآن، وذلك عن طريق جس النبض والقرع بإصبعه فوق جسم المريض، وهي الطريقة المتبعة حاليا في تشخيص الأمراض الباطنية، والتي نسبت إلى "ليوبولد أينبرجر" في القرن الثامن عشر، وكذلك من خلال الاستدلال بالبول والبراز.
ويظهر ابن سينا براعة كبيرة ومقدرة فائقة في علم الجراحة، فقد ذكر عدة طرق لإيقاف النزيف، سواء بالربط أو إدخال الفتائل أو بالكي بالنار أو بدواء كاو، أو بضغط اللحم فوق العرق.
وتحدث عن كيفية التعامل مع السهام واستخراجها من الجروح، ويُحذر المعالجين من إصابة الشرايين أو الأعصاب عند إخراج السهام من الجروح، وينبه إلى ضرورة أن يكون المعالج على معرفة تامة بالتشريح.
كما يعتبر ابن سينا أول من اكتشف ووصف عضلات العين الداخلية، وهو أول من قال بأن مركز البصر ليس في الجسم البلوري كما كان يعتقد من قبل، وإنما هو في العصب البصري.
وكان ابن سينا جراحا بارعا، فقد قام بعمليات جراحية ودقيقة للغاية مثل استئصال الأورام السرطانية في مراحلها الأولى وشق الحنجرة والقصبة الهوائية، واستئصال الخراج من الغشاء البلوري بالرئة، وعالج البواسير بطريقة الربط، ووصف بدقة حالات النواسير البولية كما توصل إلى طريقة مبتكرة لعلاج الناسور الشرجي لا تزال تستخدم حتى الآن، وتعرض لحصاة الكلى وشرح كيفية استخراجها والمحاذير التي يجب مراعاتها، كما ذكر حالات استعمال القسطرة، وكذلك الحالات التي يحذر استعمالها فيها.
الأمراض التناسلية
كما كان له باع كبير في مجال الأمراض التناسلية، فوصف بدقة بعض أمراض النساء، مثل: الانسداد المهبلي والأسقاط، والأورام الليفية.
وتحدث عن الأمراض التي يمكن أن تصيب النفساء، مثل: النزيف، واحتباس الدم، وما قد يسببه من أورام وحميات حادة، وأشار إلى أن تعفن الرحم قد ينشأ من عسر الولادة أو موت الجنين، وهو ما لم يكن معروفا من قبل، وتعرض أيضا للذكورة والأنوثة في الجنين وعزاها إلى الرجل دون المرأة، وهو الأمر الذي أكده مؤخرا العلم الحديث.
كتاب عربي علّم العالم
وقد حظي كتابه القانون في الطب شهرة واسعة في أوربا، حتى قال عنه السيد "وليم أوسلر": إنه كان الإنجيل الطبي لأطول فترة من الزمن.
وترجمه إلى اللاتينية "جيرارد أوف كريمونا"، وطبع نحو 15 مرة في أوربا ما بين عامي (878هـ= 1473م، و906 هـ = 1500م) ثم أعيد طبعه نحو عشرين مرة في القرن السادس عشر.
وظل هذا الكتاب المرجع الأساسي للطب في أوربا طوال القرنين الخامس والسادس عشر، حتى بلغت طبعاته في أوربا وحدها أكثر من 40 طبعة.
واستمر يُدرَّس في جامعات إيطاليا وفرنسا وبلجيكا حتى أواسط القرن السابع عشر، ظل خلالها هو المرجع العلمي الأول بها.
قانون ابن سينا للحركة والسكون
أما في مجال الفيزياء فقد كان ابن سينا من أوائل العلماء المسلمين الذين مهدوا لعلم الديناميكا الحديثة بدراستهم في الحركة وموضع الميل القسري والميل المعاون حيث بين ابن سينا أنواع القوى ، و عناصر الحركة و مقاومة الوسط المنفوذ فيه ، تلك المقاومة التي تعمل في افناء الحركة .
أنواع القوى المؤثرة على الجسم :
كما يقسم ابن سينا القوى إلى ثلاثة أنواع فبين ان هناك قوى طبيعية تعيد الأجسام إلى حالتها الطبيعية إن هي أبعدت عنها سماها بالقوى الطبيعية و هي التي نعرفها اليوم بقوة التثاقل أو الجاذبية الأرضية و القوة الثانية و هي القوة القسرية التي تجبر الجسم على التحرك أو السكون
و القوة الثالثة هي القوة الكامنة في الفلك العلوي و هي تحرك الجسم بإرادة متجهة حسب قوله .
عناصر الحركة :
كما يعرض ابن سينا في كتابه (الشفاء) إلى أمور ستة تتعلق بالحركة هي المتحرك و المحرك و ما فيه و ما منه و ما إليه و الزمان .
القانون الأول للحركة :
ذكر ابن سينا في كتابه الإشارات و التنبيهات بلفظه ( انك تعلم أن الجسم إذا خلى و طباعه ، و لم يتعرض له من خارج تأثير غريب ، لم يكن له بد من موضع معين و شكل معين ، اذن في طباعة مبدأ استيجاب ذلك )
كما يقول في حركة الجسم المقذوف ( إذا حققنا القول ، وجدنا أصح المذاهب مذهب من يرى أن المتحرك يستفيد ميلاً من المحرك ، و الميل هو ما يحس بالحس إذا ما حوول أن يسكن الطبيعي بالقسر ، أو القسري بالقسر )
أي أن الجسم في حالة تحركه يكون له ميل للاستمرار في حركته بحيث إذا حاولنا ايقافه أحسسنا بمدافعة يبديها الجسم للبقاء على حاله من الحركة سواء كانت هذه الحركة طبيعية أو قسرية .
توكد هذه النصوص سبق ابن سينا الىالقانون الأول للحركة قبل ليوناردو دافينشي بأكثر من أربعة قرون و قبل جاليليو جاليلي بأكثر من خمسة قرون و قبل اسحق نيوتن بأكثر من ستة قرون
فهو بحق قانون ابن سينا الأول للحركة .
استحالة الحركة الدائمة : ( الاحتكاك)
فطن الشيخ الرئيس إلى أن معاوقة الوسط الذي الذي يتحرك خلاله الجسم يؤدي إلى إبطال الحركة فيه ثم ذهب إلى القول باستحالة الحركة الدائمة فقال في كتابه الاشارات و التنبيهات ما نصه
( لا يجوز أن يكون في جسم من الجسام قوة طبيعية تحرك ذلك الجسم إلى بلا نهاية ) و هو يسبق بذلك ليوناردو دافينشي الذي ذهب إلى هذا المذهب في عصر النهضة الأوروبية
كما ابتكر ابن سينا آلة تشبه الونير Vernier، وهي آلة تستعمل لقياس الأطوال بدقة متناهية.
واستطاع بدقة ملاحظة أن يفرق بين سرعتي الضوء والصوت، وهو ما توصل إليه إسحاق نيوتن بعد أكثر من 600 سنة، وكانت له نظرياته في (ميكانيكية الحركة)، التي توصل إليها "جان بيردان" في القرن الرابع عشر، و(سرعة الحركة) التي بنى عليها "ألبرت أينشتين" نظريته الشهيرة في النسبية.
فلسفة ابن سينا
إن أفكار ابن سينا (الإشراقية) كان لها تأثير كبير على الفيلسوف الأذربيجاني السهر أوردي 12
المقتول مؤلف " فلسفة ا لإشراق ".
اخذ ابن سينا " التجريب " من أبي بكر الرازي ووصفها مع " عقلانية " الفارابي ونجد أمثلة لهذا في كتاب (القانون) وناقش فيها أفكاره وملاحظاته وتجاربه.
أما في نواحي الطبيعة والأمور المتعلقة بالله فإن مفهرم الوقت لا يساوي صفرا عند ابن سينا، وتقبل المادة كشيء أبدي، وهنا نقده الغزالي فيما بعد، وكذلك أبعدته هذه الأفكار عن أرسطو ومن ثم ابن رشد الذي شرح كتب أرسطو، طاليس.
إن مفهوم المادة كنشاط في قوة أدت بابن سينا إلى فكرة الكمال، وأن الطبيعة حركة دائمة للوصول إلى الكمال، ويوازنها العكس ألا وهو الإرادة ومن هنا فسر المعجزات بكونها شواذ للطبيعة. ولكن لم يكن ابن سينا قط كافرا بل مؤمنا ومواظبا على الصلاة في مواعيدها بالمسجد.
وحول فهم ابن سينا للمادة يرى الكاتب التركي العصري، حلمي زكي، في كتابه عن فلسفة ابن سينا الكمال- الأول،والكمال الثاني ويذكره هذا بفلسفة الفيلسوف البريطاني لوك الذي جاء بعد وفاة ابن سينا بــ 650 سنة ووضع نظريته عن جودة المادة الأولى والثانية.
تــعـريفـه للنفـس
أهمــية ابـن سـينا تكـمن في نظـريته في النـفس وأفــكاره في فلـسفة النـفس، مقدمـات ابـن سـينا في الــنفس هـي مـقدمات أرسـطية. تعريف اـبن سـينا للـنفس: النـفس كـمال أول لجـسم طبـيعي آلي ذي حـياة بالـقوة أي من جـهة ما يتـولد (وهذا مــبدأ الـقوة المـولدة) ويـربو (وـهذا مبدأ الـقوة المـنمية) ويـتغذى (وهـذا مـبدأ الــقوة الـغاذية) وذلك كله ما يسميه بالنفس النباتية. وهي كمال أول من جهة ما يدرك الــجزئيات ويتحــرك بالإرادة وهذا ما يسمــيه بالنفس الحيوانية. وهي كمال أول من جهة ما يــدرك الكلــيات ويـعقل بالاخــتيار الفكــري وهذا ما يســميه النفس الإنسانية. شرح التعريف: ونعني في التعريف السابق أن النفس عند ابن سينا 3 نباتية/حيوانية/إنسانية. كمال أول: تعني مبدأ أول ذي حياة بالقوة: يعني لدينا جسم مـستعد وطـبيعي لتــقبل الـحياة مبـادئ النــفس النباتية: تنمو وتتوالد وتتغذى ولا يفعل النبات أكثر من ذلك. مبادئ النفس الحيوانية: تدرك الجزئيات (مثلا يدرك أفعى أمامه/ إنسان أمامه) يتحرك بالإرادة أي فيه إرادة توجهه (مثلا الأسد بإرادته ممكن أن يقفز على إنسان ويبتلعه). مبادئ النفس الإنسانية: تدرك الكليات، اختيار فكري أي الحرية الفكرية التي نــتوجه لها للاختـيار من بين بدائل مختلفة. تصور ابن سينا لأصل النفس: 1- من أين جاءت/ 2- علاقة النفس بالبدن/ 3- مصير النفس. المسألة غامضة عند ابن سينا ولكن ربما قصيدته العينية هي التي تعبر أكــثر من غيـرها عن رأي ابـن سينا في المسائل الثلاث. قصـيدته مكونة من4 أقسام لدى قراءتها تتضــح الإجابة على الثلاث أسئلة السابقة.
ابن سينا في عيون الغرب
حظي ابن سينا بتقدير واحترام العلماء والباحثين على مر العصور حتى قال عنه "جورج ساتون": "إن ابن سينا ظاهرة فكرية عظيمة ربما لا نجد من يساويه في ذكائه أو نشاطه الإنتاجي".. "إن فكر ابن سينا يمثل المثل الأعلى للفلسفة في القرون الوسطى".
ويقول دي بور: "كان تأثير ابن سينا في الفلسفة المسيحية في العصور الوسطى عظيم الشأن، واعتبر في المقام كأرسطو".
ويقول "أوبرفيل": "إن ابن سينا اشتهر في العصور الوسطى، وتردد اسمه على كل شفة ولسان، ولقد كانت قيمته قيمة مفكر ملأ عصره.. وكان من كبار عظماء الإنسانية على الإطلاق".
ويصفه "هولميارد" بقوله: "إن علماء أوربا يصفون "أبا علي" بأنه أرسطو طاليس العرب، ولا ريب في أنه عالم فاق غيره في علم الطب وعلم طبقات الأرض، وكان من عادته إذا استعصت عليه مسألة علمية أن يذهب إلى المسجد لأداء الصلاة، ثم يعود إلى المسألة بعد الصلاة بادئا من جديد؛ فيوفق في حلها".
ولا تزال صورة ابن سينا تزين كبرى قاعات كلية الطب بجامعة "باريس" حتى الآن؛ تقديرا لعلمه واعترافا بفضله وسبْقه.
من كتبه
فی الفلسفه:
• الإشارات والتنبیهات
• الشفاء
• النجاة
كتب في الرياضيات
• رسالة الزاوية
• مختصر إقليدس
• مختصر الارتماطيقي
• مختصر علم الهيئة
• مختصر المجسطي
• رسالة في بيان علّة قيام الأرض في وسط السماء, طبعت في مجموع (جامع البدائع)، في القاهرة سنة 1917م.
كتب الطبيعيات وتوابعها
• رسالة في إبطال أحكام النجوم
• رسالة في الأجرام العلوية وأسباب البرق والرعد
• رسالة في الفضاء
• رسالة في النبات والحيوان
كتب الطب
• كتاب القانون الذي ترجم وطبع عدّة مرات والذي ظل يُدرس في جامعات أوروبا حتى أواخر القرن التاسع عشر.
• كتاب الأدوية القلبية
• كتاب دفع المضار الكلية عن الأبدان الإنسانية
• كتاب القولنج
• رسالة في سياسة البدن وفضائل الشراب
• رسالة في تشريح الأعضاء
• رسالة في الفصد
• رسالة في الأغذية والأدوية
أراجيز طبية
• أرجوزة في التشريح
• أرجوزة المجربات في الطب
• الألفية الطبية المشهورة التي ترجمت وطبعت
مؤلفاته في الموسيقى
• مقالة جوامع علم الموسيقى
• مقالة الموسيقى
• مقالة في الموسيقى
وفاته
مما يؤسف له أن ابن سينا رغم عقليته الفذة في الطب وسائر العلوم لم يكن من المهتمين بصحتهم. ففي آخر حياته كثرت عليه الأمراض، وحاول بعض خدمه التخلص منه لنهب أمواله، وشعر هو بضعف صحته، وعرف أن قوته قد سقطت فامتنع عن مداواة نفسه حتى أدركته المنية عام 428هـ / 1037 م بهمدان.
الخـــــــــاتمــــــــــ ـة
إن أطفأت الشمعة يوما فلن ينسى أحد عملها،هو هكذا رحل ولكن أعماله ومؤلفاته لم ترحل معه لعالم مجهول ،بل بقيت بيننا نذكره بها ، فمازلنا نقرأ كتبه ونردد رحم اللهفلانا بن فلان ، ثم نجد كتبه على رفوف المكاتب فنقول :ما أعظم صنيعه في الطب وغيره
في ختام موضوعنا لفت انتباهنا هذه الشخصية التاريخية التي تؤرخت في تاريخ الدول الإسلامية وهي شخصية جميلة وقويه ورائعة ،، ولنا الشرف في التعرف عليها وقد اسمتعنا في كتابة هذا البحث الذي يتحدث عن اروع العلماء والسير على كل باب من ابواب حياته ونتمنى ان نكون وفقنا في اختيار هذا الموضوع ، ومن الصعوبات اللي واجهتنا هي الصعوبه في اختيار موضوع البحث وفي توزيع العمل ..
التوصيات:
و اتمنى من الجميع عن يهتموا بالتاريخ و معرفة بعض من معلومات علمائها العرب لكي يفيدون الأجيال القادمة
وتـــــــــــــم بحمـــــــــــــــد اللـــــــــــــه
هناك الكثير من العلماء الرواد في علم الأحياء (البيولوجي) منهم العرب و منهم الأجانب ، على أن العلماء العرب و منهم ابن سينا والخوارزمي و الرازي و ابن بطوطه و ابن خلدون وداود الأنطاكي وابن رشد وعبد اللطيف البغدادي وغيرهم , حيث يبلغ عددهم حوالي الخمسين عالما ، كان لهم فضل السبق في شتى فروع المعرفة وخاصة العلوم البيولوجية . وسوف نتحدث في هذا البحث عن ابن سينا عن حياته و مولده وعن قوانينه و أحكامه و نظرياته وغيرها من المعلومات التى تعبر عن شخصية العالم الكبير العربي ابن سينا .
سوف يتكون هذا البحث من عدة أبواب و لاكنها مفتوحة على بعضا وهدفنا من هذا البحث هو تقدير للعالم ابن سينا وأيضا العلماء العرب أجمعهم ويعتبر ابن سينا من أحد من عباقرة المسلمين الكبار ،عاش في القرن الحادي عشر من ميلاد السيد المسيح ،وبلغ صيته الذروة منذ ذلك التريخ وحتى اللآن وعرف المجد، وذاق ويلات السجن ، وودع الدنيا دون الستين. لقبه معاصروه بالشيخ الرئيس ، ومنحه الغرب : لقب أبو الطب البشري. أبدع معارف جديدة في كل العلوم . وظل كتاباه :القانون والشفاء يضيئان الطريق للبشرية ثمانية قرون في كل العلوم . و أيضا سوف نتعرف على ابن سينا وهو في الطب و التدريس و مراحل التعليم .و سبب اختيارنا لهذه الشخصية:لأنه يعد العالم ابن سينا من أبرز العلماء الذين لهم الأثر في الكثير من العلوم و خاصة الطب و قد لقب بـ أمير الأطباء و قد كان من أول العلماء الذين لهم الفضل في استكشاف الكثير من العقاقير والأدوية وتعرف على مسببات الأمراض وطرائق علاجها، إلى غير ذلك من الإكتشافات الطبية والفلكية والجيولوجية.
اسمه و نسبه
أبو علي الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا، ولد في عام 370هـ فيلسوف وطبيب وعالم طبيعي اشتهر في القرنين الرابع والخامس الهجريين / الحادي عشر الميلادي. ولد في أفشنة وهي قرية مجاورة لبخارى (التي تقع الآن في جمهورية أزبكستان السوفيتية.
نشأ ابن سينا وترعرع في ظل أسرة مستقيمة متكاملة، فقد كان والده من بلخ، ثم انتقل إلى بخارى في أيام حكم الأمير نوح بن منصور حيث قام على ضيعة من ضياع بخارى اسمها خرميثن، ولكنه سكن بأفشنة وأقام بها، حيث كانت قريبة من مقر عمله، ومن هذه القرية اختار زوجته سارة التي أنجبت له ولدين أكبرهما هو ابن سينا ثم انتقلت الأسرة بعد ذلك إلى بخارى.
ولما كان أبوه من الحكام فقد استطاع أن يوفر له ولأخيه تعليما مثاليا بالنسبة لثقافـة ذلك العصر. فأحضر لهما والدهما معلما للقرآن ومعلما للأدب. وفي سن العاشرة كان ابن سينا قد أتم حفظ القرآن ودرس كثيرا من كتب الأدب، ثم أرسله أبوه إلى رجل يعلمه الحساب، وكان هذا الرجل بقالا، إلا أنه كان عليما بالحساب. ثم درس ابن سينا الفقه وطرق البحث والمناظرة، وقرأ التصوف فكان من أفضل السالكين فيه.
ثم قدم إلى بخارى رجل اسمه أبو عبد الله الناتلي وكان يدعى المتفلسف، فنزل ضيفا في دار ابن سينا فعلمه شيئا من الفلسفة أثناء إقامته عندهم. فبدأ الناتلي بكتاب في المنطق. ولكن ابن سينا كان يتصور المسائل المنطقية خيرا منه، وكثيرا ما بُهر أستاذه بمعرفته بدقائق المنطق وتفصيلاته. وتولى ابن سينا بعد ذلك قراءة كتب المنطق وشروحها بنفسه حتى أتقن هذا العلم ووقف على دقائقه. ثم شرع بعد ذلك في دراسة كتاب في أصول الهندسة وقرأه على أستاذه أيضا، لكنه لم يقرأ عليه سوى خمسة أو ستة أشكال من أول الكتاب، ثم تولى بعد ذلك تعلم بقية الكتاب بنفسه. ولما غادر أستاذه إلى بخارى، أخذ ابن سينا في دراسة العلم الطبيعي، وانفتحت عليه أبواب العلم فعرج على الطب فدرسه ونبغ فيه في مدة قصيرة، إذ لم يجده ابن سينا من العلوم الصعبة فأتقنه حتى أصبح متميزا فيه، ولجأ إليه كبراء الطب يقرءون عليه أنواعه والمعالجات المقتبسة من التجربة، كما تولى علاج المرضى، ولم يكن يتقاضى أجرا نظير ذلك.))
(( تفرغ ابن س ينا للدرس وانقطع للعلم، فلم ينم ليلة واحدة بطولها ولا اشتغل في النهار بغير العلم، وفي خلال هذه المدة لم ينقطع عن دراسة الفقه وجميع أجزاء الفلسفة. وكانت له طريقته الخاصة في فهم القضايا والحجج، فقد كان يرتب المسألة التي يريد فهمها على شكل قياس منطقي، ويجتهد في إيجاد الحد الأوسط واستكشافه، لأنه كان يعتقد أنه لا يمكنه فهم المسألة إلا إذا عرف الحد الأوسط. وكان يجهد نفسه في ذلك، فأحيانا يقع على الحد الأوسط بعد طول عناء، وأحيانا أخرى ييأس من ذلك فيقوم إلى الجامع فيتوضأ ويصلي ويتجه إلى الله بالدعاء رجاء أن يوفقه ويفتح عليه مغاليق المسألة، ثم يأوي إلى فراشه فيفتح الله عليه في المنام ما انغلق عليه فيستيقظ في الصباح ويتصدق على الفقراء حمدا لله على ما أنعم عليه من نعم.
ولقد أنهى ابن سينا تحصيل جميع العلوم المعروفة في عصره وهو في سن السادسة عشرة. وحدث بعد ذلك أن الأمير نوح بن منصور مرض، وحار الأطباء في علاجه، فجرى اسم ابن سينا في حضرة الأمير، فأمر بإحضاره ليشارك الأطباء المشورة والعلاج. فحضر وقام على علاج الأمير حتى شفي. فقربه الأمير، ثم استأذنه ابن سينا بعد ذلك في أن يدخل مكتبة القصر، فأذن له الأمير. وكانت مكتبة ضخمة لم يكن يدخلها أحد إلا بإذن الأمير. فقرأ ابن سينا كل ما في المكتبة وظفر بفوائدها وعرف مرتبة كل رجل في علمه حتى احترقت هذه المكتبة في اضطرابات حدثت بالدولة السامانية، ولم يبق منها إلا ما حواه ابن سينا بعقله وقلبه.
ولقد فرغ ابن سينا من تحصيل جميع العلوم من لغة وفقه وحساب وهندسة ومنطق وفلسفة وطب وهو في سن الثامنة عشر، ووقف على تفصيلاتها ودقائقها وأغراضها، إلا علما واحد استعصى عليه ولم يفهمه وهو علم ما بعد الطبيعة (الإلهيات). فقد قرأ كتاب أرسطو في هذا العلم ولم يفهم منه شيئا، وأعاد قراءته أربعين مرة حتى حفظه عن ظهر قلب دون أن يفهمه. وفي يوم من الأيام ذهب إلى السوق فعرض عليه دلال كتابا صغيرا في أغراض ما بعد الطبيعة، فرده ابن سينا ردا متبرما متحججا بأنه علم لا فائدة منه. فأخبره الدلال بأن الكتاب سعره ثلاثة دنانير فقط وصاحبه في حاجة إلى ثمنه، فاشتراه منه، فإذا هو كتاب الفارابي في أغراض ما بعد الطبيعة. فأسرع ابن سينا إلى البيت وقرأه فانفتح ما استغلق عليه في الحال لأنه كان يحفظ كت اب أرسطو، ففرح لهذا وتصدق كثيرا على الفقراء. لكن العلم لم ينضج في ذهنه إلا بعد أن بلغ مدارك الرجال، واكتسب الخبرات من السفر والترحال.
بدأ ابن سينا أسفاره بعد أن اضطربت أمور الدولة السامانية، وبعد أن مات والده وكان عمره اثنتين وعشرين سنة آنذاك، فخرج من بخارى إلى كركانج، وكان يلبس زي الفقهاء، فأكرمه أمير خوارزم وقرر له راتبا شهريا يقوم به. وانتقل بعد ذلك إلى جرجان وخراسان وقصد الأمير قابوس فأكرم وفادته. ولما أسر الأمير قابوس وسجن غادر إلى دهستان ومرض بها مرضا صعبا، فغادر إلى جرجان، حيث التقى بأبي عبد الله الجوزجاني.
وفي جرجان تنقل ابن سينا من قصر أمير إلى آخر حتى تقلد الوزارة مرتين لشمس الدولة في همدان. وقد عانى كثيرا من الدسائس والفتن التي كانت مستعرة بين أمراء ذلك العصر حتى أنه تعرض للتشريد والنهب والسجن والطرد من الوظائف السياسية. ولكنه رغم هذه الحياة السياسية المتقلبة لم ينقطع عن الكتابة والدرس والتأليف. فكان يبدأ الدرس مع تلاميذه في أول الليل، يملي عليهم الكتب دون أن يحضره الكتاب، وفي الصباح يذهب إلى الوزارة يدير شئونها.
ولقد تميزت إسهامات ابن سينا في جوانب كثيرة من المعرفة أودعها مؤلفاته العديدة التي وصلت ما يقارب مائتين وخمسين مؤلفا، بين كتاب ورسالة ومقالة، صنفها في شتى أنواع العلوم والمعارف منها الرياضيات والمنطق، والأخلاق، والطبيعيات، والطب، والفلسفة. إلا أن أبرز إنجازاته تظهر في مجال الطب فصنف فيه كتابه القانون ، الذي وضع فيه ملاحظات دقيقة مثل
3
ربطه بين السل وأمراض الرئة الأخرى، والإشارة إلى دور الماء والأتربة في نقل العدوى المرضية إضافة إلى الربط بين العوامل النفسية والعاطفية والمرض وأسباب الشذوذ. ولقد نال هذا الكتاب شهرة كبيرة في الأوساط الطبية، فقد شرحه من قبل عدد كبير من الأطباء الذين جاءوا من بعده. كما ترجم إلى لغات أوروبية عديدة، حيث ظل يدرس في جامعات أوروبا طوال أربعة قرون متصلة. علاوة على ذلك فيعد ابن سينا واحدا من أشهر الشعراء الذين وضعوا أرجوزات في العلوم. وتعد أرجوزته في الطب من أشهر هذه الأرجوزات.))
في محراب العلم والإيمان
وكان ابن سينا عالما وفيلسوفا وطبيبا وشاعرا، ولُقِّب بالشيخ الرئيس والمعلم الثالث بعد أرسطو والفارابي، كما عرف بأمير الأطباء وأرسطو الإسلام، وكان سابقا لعصره في مجالات فكرية عديدة، ولم يصرفه اشتغاله بالعلم عن المشاركة في الحياة العامة في عصره؛ فقد تعايش مع مشكلات مجتمعه، وتفاعل مع ما يموج به من اتجاهات فكرية، وشارك في صنع نهضته العلمية والحضارية.
وكان لذلك كله أبلغ الأثر في إضفاء المسحة العقلية على آرائه ونظرياته، وقد انعكس ذلك أيضا على أفكاره وآثاره ومؤلفاته، فلم يكن ابن سينا يتقيد بكل ما وصل إليه ممن سبقوه من نظريات، وإنما كان ينظر إليها ناقدا ومحللا، ويعرضها على مرآة عقله وتفكيره، فما وافق تفكيره وقبله عقله أخذه وزاد عليه ما توصل إليه واكتسبه بأبحاثه وخبراته ومشاهداته، وكان يقول: إن الفلاسفة يخطئون ويصيبون كسائر الناس، وهم ليسوا معصومين عن الخطأ والزلل.
ولذلك فقد حارب التنجيم وبعض الأفكار السائدة في عصره في بعض نواحي الكيمياء، وخالف معاصريه ومن تقدموا عليه، الذين قالوا بإمكان تحويل بعض الفلزات الخسيسة إلى الذهب والفضة، فنفى إمكان حدوث ذلك التحويل في جوهر الفلزات، وإنما هو تغيير ظاهري في شكل الفلز وصورته، وفسّر ذلك بأن لكل عنصر منها تركيبه الخاص الذي لا يمكن تغييره بطرق التحويل المعروفة.
وقد أثارت شهرة ابن سينا ومكانته العلمية حسد بعض معاصريه وغيرتهم عليه، ووجدوا في نزعته العقلية وآرائه الجديدة في الطب والعلوم والفلسفة مدخلا للطعن عليه واتهامه بالإلحاد والزندقة، ولكنه كان يرد عليهم بقوله: "إيماني بالله لا يتزعزع؛ فلو كنت كافرا فليس ثمة مسلم حقيقي واحد على ظهر الأرض".
صفحة من مخطوطة في الفلك
كان لابن سينا ريادات في العديد من العلوم والفنون؛ ففي مجال علم الفلك استطاع ابن سينا أن يرصد مرور كوكب الزهرة عبر دائرة قرص الشمس بالعين المجردة في يوم (10 جمادى الآخرة 423 هـ = 24 من مايو 1032م)، وهو ما أقره الفلكي الإنجليزي "جير مياروكس" في القرن السابع عشر.
واشتغل ابن سينا بالرصد، وتعمق في علم الهيئة، ووضع في خلل الرصد آلات لم يُسبق إليها، وله في ذلك عدد من المؤلفات القيمة، مثل:
- كتاب الأرصاد الكلية.
- رسالة الآلة الرصدية.
- كتاب الأجرام السماوية.
- كتاب في كيفية الرصد ومطابقته للعلم الطبيعي.
- مقالة في هيئة الأرض من السماء وكونها في الوسط.
- كتاب إبطال أحكام النجوم.
عالم جيولوجيا
وله أيضا قيمة في علم طبقات الأرض (الجيولوجيا) خاصة في المعادن وتكوين الحجارة والجبال، فيرى أنها تكونت من طين لزج خصب على طول الزمان، وتحجر في مدد لا تضبط، فيشبه أن هذه المعمورة كانت في سالف الأيام مغمورة في البحار، وكثيرا ما يوجد في الأحجار إذا كسرت أجزاء من الحيوانات المائية كالأصداف وغيرها.
كما ذكر الزلازل وفسرها بأنها حركة تعرض لجزء من أجزاء الأرض؛ بسبب ما تحته، ولا محالة أن ذلك السبب يعرض له أن يتحرك ثم يحرك ما فوقه، والجسم الذي يمكن أن يتحرك تحت الأرض، وهو إما جسم بخاري دخاني قوى الاندفاع أو جسم مائي سيّال أو جسم هوائي أو جسم ناري.
ويتحدث عن السحب وكيفية تكونها؛ فيذكر أنها تولد من الأبخرة الرطبة إذا تصعّدت الحرارة فوافقت الطبقة الباردة من الهواء، فجوهر السحاب بخاري متكاثف طاف الهواء، فالبخار مادة السحب والمطر والثلج والطل والجليد والصقيع والبرد وعليه تتراءى الهالة وقوس قزح.
عالم نبات
وكان لابن سينا اهتمام خاص بعلم النبات، وله دراسات علمية جادة في مجال النباتات الطبية، وقد أجرى المقارنات العلمية الرصينة بين جذور النباتات وأوراقها وأزهارها، ووصفها وصفا علميا دقيقا ودرس أجناسها، وتعرض للتربة وأنواعها والعناصر المؤثرة في نمو النبات، كما تحدث عن ظاهرة المساهمة في الأشجار والنخيل، وذلك بأن تحمل الشجرة حملا ثقيلا في سنة وحملا خفيفا في سنة أخرى أو تحمل سنة ولا تحمل أخرى.
وأشار إلى اختلاف الطعام والرائحة في النبات، وقد سبق كارل متز الذي قال بأهمية التشخيص بوساطة العصارة، وذلك في سنة 1353 هـ = 1934م.
ابن سينا والأقرباذين
وكان لابن سينا معرفة جيدة بالأدوية وفعاليتها، وقد صنف الأدوية في ست مجموعات، وكانت الأدوية المفردة والمركبة (الأقرباذين) التي ذكرها في مصنفاته وبخاصة كتاب القانون لها أثر عظيم وقيمة علمية كبيرة بين علماء الطب والصيدلة، وبلغ عدد الأدوية التي وصفها في كتابه نحو 760 عقَّارًا رتبها ألفبائيا.
ومن المدهش حقا أنه كان يمارس ما يعرف بالطب التجريبي ويطبقه على مرضاه، فقد كان يجرب أي دواء جديد يتعرف عليه على الحيوان أولا، ثم يعطيه للإنسان بعد أن تثبت له صلاحيته ودقته على الشفاء.
كما تحدث عن تلوث البيئة وأثره على صحة الإنسان فقال: "فما دام الهواء ملائما ونقيا وليس به أخلاط من المواد الأخرى بما يتعارض مع مزاج التنفس، فإن الصحة تأتي". وذكر أثر ملوثات البيئة في ظهور أمراض حساسية الجهاز التنفسي.
الطبيب الإنسان
غلاف كتاب القانون المترجم
بالرغم من الشهرة العريضة التي حققها ابن سينا كطبيب والمكانة العلمية العظيمة التي وصل إليها حتى استحق أن يلقب عن جدارة بأمير الأطباء، فإنه لم يسعَ يوما إلى جمع المال أو طلب الشهرة؛ فقد كان يعالج مرضاه بالمجان، بل إنه كثيرا ما كان يقدم لهم الدواء الذي يعده بنفسه.
كان ابن سينا يستشعر نبل رسالته في تخفيف الألم عن مرضاه؛ فصرف جهده وهمته إلى خدمة الإنسانية ومحاربة الجهل والمرض.
واستطاع ابن سينا أن يقدم للإنسانية أعظم الخدمات بما توصل إليه من اكتشافات، وما يسره الله له من فتوحات طبيبة جليلة؛ فكان أول من كشف عن العديد من الأمراض التي ما زالت منتشرة حتى الآن، فهو أول من كشف عن طفيل "الإنكلستوما" وسماها الدودة المستديرة، وهو بذلك قد سبق الإيطالي "دوبيني" بنحو 900 سنة، وهو أول من وصف الالتهاب السحائي، وأول من فرّق بين الشلل الناجم عن سبب داخلي في الدماغ والشلل الناتج عن سبب خارجي، ووصف السكتة الدماغية الناتجة عن كثرة الدم، مخالفا بذلك ما استقر عليه أساطين الطب اليوناني القديم.
كما كشف لأول مرة عن طرق العدوى لبعض الأمراض المعدية كالجدري والحصبة، وذكر أنها تنتقل عن طريق بعض الكائنات الحية الدقيقة في الماء والجو، وقال: إن الماء يحتوي على حيوانات صغيرة جدا لا تُرى بالعين المجردة، وهي التي تسبب بعض الأمراض، وهو ما أكده "فان ليوتهوك" في القرن الثامن عشر والعلماء المتأخرون من بعده، بعد اختراع المجهر.
وكان ابن سينا سابقا لعصره في كثير من ملاحظاته الطبية الدقيقة، فقد درس الاضطرابات العصبية والعوامل النفسية والعقلية كالخوف والحزن والقلق والفرح وغيرها، وأشار إلى أن لها تأثيرا كبيرا في أعضاء الجسم ووظائفها، كما استطاع معرفة بعض الحقائق النفسية والمرضية عن طريق التحليل النفسي، وكان يلجأ في بعض الأحيان إلى الأساليب النفسية في معاجلة مرضاه.
ابن سينا والصيدلة
إن كتاب القانون يحتوي علاوة على المعلومات الطبية أجزاء خصصت للصيدلة، بالرغم من أن ذلك العصر لم يعرف بعد الصيدلة كعلم مستقل بذاته.
وصنف ابن سينا العقاقير تبعا للون والرائحة والتأثير، ففي الطعم فقط جعلها ثماني مجموعات، وبالتأثير صنفها إلى 41 مجموعة.
وذكر ابن سينا الأخطاء التي يمكن أن تحدث أثناء تحضير العقاقير، والتغيرات التي تنتج عن طبخها وتسخينها، ثم شرح طرق تحضيرها بمنهاج صحيح، مثل الطحن والعجن والتكسير والتسخين... الخ.
ويشرح في تلك الأجزاء كذلك الفرق بين العقاقير المركبة، والعقاقير البسيطة، ويشمل هذا الجزء من كتاب القانون اثني عشر مقالا، وتشمل بجانب العقاقير أنواع الترياق المضادة للسموم وكيفية حفظ الفواكه والمربى والحبوب والزيوت والمراهم وكذلك طرق التخزين السليم.
ثم يتبع هذا بمناقشة مفصلة عن الاستعمال السليم للعقاقير لكل عضو من الجسم المختلفة، ولكل مرض منفصلا والكميات السليمة تبعا لمرحلة المرض، ففي المرحلة الأولى يصف الدواء الواقي، وفي المراحل المتأخرة الأدوية المعالجة ،ورسالته الألواحية توضح ذلك.
وفي حالة عدم القدرة على تشخيص العلاج يصف في بادئ الأمر دواء مسكناً للأعراض حتى يتم التعرف على التشخيص الصحيح. وقام ابن سينا بتحضير ترياقين مضادين للسموم، وبتحضير بعض العقاقير التي جعلت منه علامة في تاريخ الصيدلة.
ابن سينا وعلم الجراحة
وقد اتبع ابن سينا في فحص مرضاه وتشخيص المرض وتحديد العلاج الطريقة الحديثة المتبعة الآن، وذلك عن طريق جس النبض والقرع بإصبعه فوق جسم المريض، وهي الطريقة المتبعة حاليا في تشخيص الأمراض الباطنية، والتي نسبت إلى "ليوبولد أينبرجر" في القرن الثامن عشر، وكذلك من خلال الاستدلال بالبول والبراز.
ويظهر ابن سينا براعة كبيرة ومقدرة فائقة في علم الجراحة، فقد ذكر عدة طرق لإيقاف النزيف، سواء بالربط أو إدخال الفتائل أو بالكي بالنار أو بدواء كاو، أو بضغط اللحم فوق العرق.
وتحدث عن كيفية التعامل مع السهام واستخراجها من الجروح، ويُحذر المعالجين من إصابة الشرايين أو الأعصاب عند إخراج السهام من الجروح، وينبه إلى ضرورة أن يكون المعالج على معرفة تامة بالتشريح.
كما يعتبر ابن سينا أول من اكتشف ووصف عضلات العين الداخلية، وهو أول من قال بأن مركز البصر ليس في الجسم البلوري كما كان يعتقد من قبل، وإنما هو في العصب البصري.
وكان ابن سينا جراحا بارعا، فقد قام بعمليات جراحية ودقيقة للغاية مثل استئصال الأورام السرطانية في مراحلها الأولى وشق الحنجرة والقصبة الهوائية، واستئصال الخراج من الغشاء البلوري بالرئة، وعالج البواسير بطريقة الربط، ووصف بدقة حالات النواسير البولية كما توصل إلى طريقة مبتكرة لعلاج الناسور الشرجي لا تزال تستخدم حتى الآن، وتعرض لحصاة الكلى وشرح كيفية استخراجها والمحاذير التي يجب مراعاتها، كما ذكر حالات استعمال القسطرة، وكذلك الحالات التي يحذر استعمالها فيها.
الأمراض التناسلية
كما كان له باع كبير في مجال الأمراض التناسلية، فوصف بدقة بعض أمراض النساء، مثل: الانسداد المهبلي والأسقاط، والأورام الليفية.
وتحدث عن الأمراض التي يمكن أن تصيب النفساء، مثل: النزيف، واحتباس الدم، وما قد يسببه من أورام وحميات حادة، وأشار إلى أن تعفن الرحم قد ينشأ من عسر الولادة أو موت الجنين، وهو ما لم يكن معروفا من قبل، وتعرض أيضا للذكورة والأنوثة في الجنين وعزاها إلى الرجل دون المرأة، وهو الأمر الذي أكده مؤخرا العلم الحديث.
كتاب عربي علّم العالم
وقد حظي كتابه القانون في الطب شهرة واسعة في أوربا، حتى قال عنه السيد "وليم أوسلر": إنه كان الإنجيل الطبي لأطول فترة من الزمن.
وترجمه إلى اللاتينية "جيرارد أوف كريمونا"، وطبع نحو 15 مرة في أوربا ما بين عامي (878هـ= 1473م، و906 هـ = 1500م) ثم أعيد طبعه نحو عشرين مرة في القرن السادس عشر.
وظل هذا الكتاب المرجع الأساسي للطب في أوربا طوال القرنين الخامس والسادس عشر، حتى بلغت طبعاته في أوربا وحدها أكثر من 40 طبعة.
واستمر يُدرَّس في جامعات إيطاليا وفرنسا وبلجيكا حتى أواسط القرن السابع عشر، ظل خلالها هو المرجع العلمي الأول بها.
قانون ابن سينا للحركة والسكون
أما في مجال الفيزياء فقد كان ابن سينا من أوائل العلماء المسلمين الذين مهدوا لعلم الديناميكا الحديثة بدراستهم في الحركة وموضع الميل القسري والميل المعاون حيث بين ابن سينا أنواع القوى ، و عناصر الحركة و مقاومة الوسط المنفوذ فيه ، تلك المقاومة التي تعمل في افناء الحركة .
أنواع القوى المؤثرة على الجسم :
كما يقسم ابن سينا القوى إلى ثلاثة أنواع فبين ان هناك قوى طبيعية تعيد الأجسام إلى حالتها الطبيعية إن هي أبعدت عنها سماها بالقوى الطبيعية و هي التي نعرفها اليوم بقوة التثاقل أو الجاذبية الأرضية و القوة الثانية و هي القوة القسرية التي تجبر الجسم على التحرك أو السكون
و القوة الثالثة هي القوة الكامنة في الفلك العلوي و هي تحرك الجسم بإرادة متجهة حسب قوله .
عناصر الحركة :
كما يعرض ابن سينا في كتابه (الشفاء) إلى أمور ستة تتعلق بالحركة هي المتحرك و المحرك و ما فيه و ما منه و ما إليه و الزمان .
القانون الأول للحركة :
ذكر ابن سينا في كتابه الإشارات و التنبيهات بلفظه ( انك تعلم أن الجسم إذا خلى و طباعه ، و لم يتعرض له من خارج تأثير غريب ، لم يكن له بد من موضع معين و شكل معين ، اذن في طباعة مبدأ استيجاب ذلك )
كما يقول في حركة الجسم المقذوف ( إذا حققنا القول ، وجدنا أصح المذاهب مذهب من يرى أن المتحرك يستفيد ميلاً من المحرك ، و الميل هو ما يحس بالحس إذا ما حوول أن يسكن الطبيعي بالقسر ، أو القسري بالقسر )
أي أن الجسم في حالة تحركه يكون له ميل للاستمرار في حركته بحيث إذا حاولنا ايقافه أحسسنا بمدافعة يبديها الجسم للبقاء على حاله من الحركة سواء كانت هذه الحركة طبيعية أو قسرية .
توكد هذه النصوص سبق ابن سينا الىالقانون الأول للحركة قبل ليوناردو دافينشي بأكثر من أربعة قرون و قبل جاليليو جاليلي بأكثر من خمسة قرون و قبل اسحق نيوتن بأكثر من ستة قرون
فهو بحق قانون ابن سينا الأول للحركة .
استحالة الحركة الدائمة : ( الاحتكاك)
فطن الشيخ الرئيس إلى أن معاوقة الوسط الذي الذي يتحرك خلاله الجسم يؤدي إلى إبطال الحركة فيه ثم ذهب إلى القول باستحالة الحركة الدائمة فقال في كتابه الاشارات و التنبيهات ما نصه
( لا يجوز أن يكون في جسم من الجسام قوة طبيعية تحرك ذلك الجسم إلى بلا نهاية ) و هو يسبق بذلك ليوناردو دافينشي الذي ذهب إلى هذا المذهب في عصر النهضة الأوروبية
كما ابتكر ابن سينا آلة تشبه الونير Vernier، وهي آلة تستعمل لقياس الأطوال بدقة متناهية.
واستطاع بدقة ملاحظة أن يفرق بين سرعتي الضوء والصوت، وهو ما توصل إليه إسحاق نيوتن بعد أكثر من 600 سنة، وكانت له نظرياته في (ميكانيكية الحركة)، التي توصل إليها "جان بيردان" في القرن الرابع عشر، و(سرعة الحركة) التي بنى عليها "ألبرت أينشتين" نظريته الشهيرة في النسبية.
فلسفة ابن سينا
إن أفكار ابن سينا (الإشراقية) كان لها تأثير كبير على الفيلسوف الأذربيجاني السهر أوردي 12
المقتول مؤلف " فلسفة ا لإشراق ".
اخذ ابن سينا " التجريب " من أبي بكر الرازي ووصفها مع " عقلانية " الفارابي ونجد أمثلة لهذا في كتاب (القانون) وناقش فيها أفكاره وملاحظاته وتجاربه.
أما في نواحي الطبيعة والأمور المتعلقة بالله فإن مفهرم الوقت لا يساوي صفرا عند ابن سينا، وتقبل المادة كشيء أبدي، وهنا نقده الغزالي فيما بعد، وكذلك أبعدته هذه الأفكار عن أرسطو ومن ثم ابن رشد الذي شرح كتب أرسطو، طاليس.
إن مفهوم المادة كنشاط في قوة أدت بابن سينا إلى فكرة الكمال، وأن الطبيعة حركة دائمة للوصول إلى الكمال، ويوازنها العكس ألا وهو الإرادة ومن هنا فسر المعجزات بكونها شواذ للطبيعة. ولكن لم يكن ابن سينا قط كافرا بل مؤمنا ومواظبا على الصلاة في مواعيدها بالمسجد.
وحول فهم ابن سينا للمادة يرى الكاتب التركي العصري، حلمي زكي، في كتابه عن فلسفة ابن سينا الكمال- الأول،والكمال الثاني ويذكره هذا بفلسفة الفيلسوف البريطاني لوك الذي جاء بعد وفاة ابن سينا بــ 650 سنة ووضع نظريته عن جودة المادة الأولى والثانية.
تــعـريفـه للنفـس
أهمــية ابـن سـينا تكـمن في نظـريته في النـفس وأفــكاره في فلـسفة النـفس، مقدمـات ابـن سـينا في الــنفس هـي مـقدمات أرسـطية. تعريف اـبن سـينا للـنفس: النـفس كـمال أول لجـسم طبـيعي آلي ذي حـياة بالـقوة أي من جـهة ما يتـولد (وهذا مــبدأ الـقوة المـولدة) ويـربو (وـهذا مبدأ الـقوة المـنمية) ويـتغذى (وهـذا مـبدأ الــقوة الـغاذية) وذلك كله ما يسميه بالنفس النباتية. وهي كمال أول من جهة ما يدرك الــجزئيات ويتحــرك بالإرادة وهذا ما يسمــيه بالنفس الحيوانية. وهي كمال أول من جهة ما يــدرك الكلــيات ويـعقل بالاخــتيار الفكــري وهذا ما يســميه النفس الإنسانية. شرح التعريف: ونعني في التعريف السابق أن النفس عند ابن سينا 3 نباتية/حيوانية/إنسانية. كمال أول: تعني مبدأ أول ذي حياة بالقوة: يعني لدينا جسم مـستعد وطـبيعي لتــقبل الـحياة مبـادئ النــفس النباتية: تنمو وتتوالد وتتغذى ولا يفعل النبات أكثر من ذلك. مبادئ النفس الحيوانية: تدرك الجزئيات (مثلا يدرك أفعى أمامه/ إنسان أمامه) يتحرك بالإرادة أي فيه إرادة توجهه (مثلا الأسد بإرادته ممكن أن يقفز على إنسان ويبتلعه). مبادئ النفس الإنسانية: تدرك الكليات، اختيار فكري أي الحرية الفكرية التي نــتوجه لها للاختـيار من بين بدائل مختلفة. تصور ابن سينا لأصل النفس: 1- من أين جاءت/ 2- علاقة النفس بالبدن/ 3- مصير النفس. المسألة غامضة عند ابن سينا ولكن ربما قصيدته العينية هي التي تعبر أكــثر من غيـرها عن رأي ابـن سينا في المسائل الثلاث. قصـيدته مكونة من4 أقسام لدى قراءتها تتضــح الإجابة على الثلاث أسئلة السابقة.
ابن سينا في عيون الغرب
حظي ابن سينا بتقدير واحترام العلماء والباحثين على مر العصور حتى قال عنه "جورج ساتون": "إن ابن سينا ظاهرة فكرية عظيمة ربما لا نجد من يساويه في ذكائه أو نشاطه الإنتاجي".. "إن فكر ابن سينا يمثل المثل الأعلى للفلسفة في القرون الوسطى".
ويقول دي بور: "كان تأثير ابن سينا في الفلسفة المسيحية في العصور الوسطى عظيم الشأن، واعتبر في المقام كأرسطو".
ويقول "أوبرفيل": "إن ابن سينا اشتهر في العصور الوسطى، وتردد اسمه على كل شفة ولسان، ولقد كانت قيمته قيمة مفكر ملأ عصره.. وكان من كبار عظماء الإنسانية على الإطلاق".
ويصفه "هولميارد" بقوله: "إن علماء أوربا يصفون "أبا علي" بأنه أرسطو طاليس العرب، ولا ريب في أنه عالم فاق غيره في علم الطب وعلم طبقات الأرض، وكان من عادته إذا استعصت عليه مسألة علمية أن يذهب إلى المسجد لأداء الصلاة، ثم يعود إلى المسألة بعد الصلاة بادئا من جديد؛ فيوفق في حلها".
ولا تزال صورة ابن سينا تزين كبرى قاعات كلية الطب بجامعة "باريس" حتى الآن؛ تقديرا لعلمه واعترافا بفضله وسبْقه.
من كتبه
فی الفلسفه:
• الإشارات والتنبیهات
• الشفاء
• النجاة
كتب في الرياضيات
• رسالة الزاوية
• مختصر إقليدس
• مختصر الارتماطيقي
• مختصر علم الهيئة
• مختصر المجسطي
• رسالة في بيان علّة قيام الأرض في وسط السماء, طبعت في مجموع (جامع البدائع)، في القاهرة سنة 1917م.
كتب الطبيعيات وتوابعها
• رسالة في إبطال أحكام النجوم
• رسالة في الأجرام العلوية وأسباب البرق والرعد
• رسالة في الفضاء
• رسالة في النبات والحيوان
كتب الطب
• كتاب القانون الذي ترجم وطبع عدّة مرات والذي ظل يُدرس في جامعات أوروبا حتى أواخر القرن التاسع عشر.
• كتاب الأدوية القلبية
• كتاب دفع المضار الكلية عن الأبدان الإنسانية
• كتاب القولنج
• رسالة في سياسة البدن وفضائل الشراب
• رسالة في تشريح الأعضاء
• رسالة في الفصد
• رسالة في الأغذية والأدوية
أراجيز طبية
• أرجوزة في التشريح
• أرجوزة المجربات في الطب
• الألفية الطبية المشهورة التي ترجمت وطبعت
مؤلفاته في الموسيقى
• مقالة جوامع علم الموسيقى
• مقالة الموسيقى
• مقالة في الموسيقى
وفاته
مما يؤسف له أن ابن سينا رغم عقليته الفذة في الطب وسائر العلوم لم يكن من المهتمين بصحتهم. ففي آخر حياته كثرت عليه الأمراض، وحاول بعض خدمه التخلص منه لنهب أمواله، وشعر هو بضعف صحته، وعرف أن قوته قد سقطت فامتنع عن مداواة نفسه حتى أدركته المنية عام 428هـ / 1037 م بهمدان.
الخـــــــــاتمــــــــــ ـة
إن أطفأت الشمعة يوما فلن ينسى أحد عملها،هو هكذا رحل ولكن أعماله ومؤلفاته لم ترحل معه لعالم مجهول ،بل بقيت بيننا نذكره بها ، فمازلنا نقرأ كتبه ونردد رحم اللهفلانا بن فلان ، ثم نجد كتبه على رفوف المكاتب فنقول :ما أعظم صنيعه في الطب وغيره
في ختام موضوعنا لفت انتباهنا هذه الشخصية التاريخية التي تؤرخت في تاريخ الدول الإسلامية وهي شخصية جميلة وقويه ورائعة ،، ولنا الشرف في التعرف عليها وقد اسمتعنا في كتابة هذا البحث الذي يتحدث عن اروع العلماء والسير على كل باب من ابواب حياته ونتمنى ان نكون وفقنا في اختيار هذا الموضوع ، ومن الصعوبات اللي واجهتنا هي الصعوبه في اختيار موضوع البحث وفي توزيع العمل ..
التوصيات:
و اتمنى من الجميع عن يهتموا بالتاريخ و معرفة بعض من معلومات علمائها العرب لكي يفيدون الأجيال القادمة
وتـــــــــــــم بحمـــــــــــــــد اللـــــــــــــه
الجمعة، 25 ديسمبر 2009
الأربعاء، 13 مايو 2009
Protein Synthesis in Bacteria
Protein Synthesis in Bacteria
Development and Homeostasis Block
Thursday, September 23, 2004
PROTEIN SYNTHESIS - REGULATION OF TRANSLATION
Topics to be covered
1. Genetic code
7. Protein synthesis in mitochondria
1. Genetic code
Definition: relation between the nucleotide sequence of an mRNA and the amino acid sequence of the protein.
RNA is composed of 4 different nucleotides, adenosine (A), guanosine (G), cytidine (C), uridine (U) and there are 20 amino acids that have to be coded. Therefore, how many nucleotides are necessary to generate 20 amiino acids?
if use 1 then can only code for 4 amino acids
if use 2 then can only code for 16 amino acids
if use 3 then can code for 64 amino acids and
if use 4 can code for 256 amino acids.
Thus 1 or 2 is not enough and 3 or 4 is too many. Therefore the genetic code uses 3 nucleotides. However, since there are 4 bases but only 3 compose the code there are a number of possible formats that could be used, however a “commaless” triplet code is the one that has been universally adopted (Figure 1)
However since there are only 20 amino acids and three stop codons each amino acid (except for tryptophan and methionine) is coded by more than one codon : in other words the genetic code is degenerate which can be demonstrated in tabular form.(Figure 2A). The degree of degeneracy varies from one amino acid to another with arginine, leucine and serine being coded by 6 different nucleotide sequences. This degeneracy means that 20 amino acids can be matched to 61 codons using only 31 tRNAs (Figure 2B).
2. Overview of protein synthesis
While the genetic code itself resides in DNA, DNA is never used directly in the synthesis of proteins. DNA is “transcribed” into messenger RNA (mRNA) that carries information from DNA and it is mRNA that is then used to “translate” this information into a specific sequence of amino acids that constitute proteins.Similarly, amino acids cannot recognize codons directly, an adapter molecule is necessary, a transfer RNA (tRNA). Amino acids are incorporated into a protein in an order predetermined by the mRNA sequence. A tRNA can recognize more than one codon; very often, the first 2 nucleotides of the codon are sufficient to specify an amino acid and the third nucleotide varies. The first two nucleotides of the codon form a standard Watson-Crick pairing with the last two nucleotides of the tRNA. The third nucleotide of the codon forms a non standard Watson-Crick pairing or “wobble”.The overriding constraint in protein synthesis is that theere is little margin for error. Messenger RNA has to be translated correctly hence there are a variety of safeguards built in to the process to minimize errors. Protein synthesis only begins when all the components, appropriate mRNA, tRNAs with loaded amino acids, ribosomal subunits and other auxiliary factors come together to form a functional ribosome, the site of protein synthesis in the cell. Then, as a single mRNA moves stepwise through each ribosome, the sequence of nucleotides in the mRNA is translated into a corresponding sequence of amino acids to produce a nascent polypeptide chain.
3. Transcription (DNA > RNA)
RNA is synthesized on a DNA template in the process known as DNA transcription. Transcription generates the mRNA containing the information to synthesize a specific protein and also the other RNA molecules, ribosomal RNA, tRNA’s involved in the process. The key enzyme(s) involved in the process is RNA polymerase, an incredibly complex enzyme of molecular mass of 500,000kDa. DNA is transcribed by RNA polymerase binding to a specific start site or “promoter” on the DNA and proceeding until it reaches a termination signal.The DNA double helix is partially unwound by the polymerase and transcription always proceeds in a 3’ to 5’ direction on the DNA template so that the RNA produced is extended in a 5’ to 3’ direction.In theory any region of a DNA molecule could be transcribed into two RNA molecules (one form each strand). However only one strand is copied at any given time, although it is not always the same strand for different genes. The strand to be copied is determined by the promoter sequence.Typical mRNA is 70 – 10,000 nucleotides in length and is codeified by RNA splicing before becoming functional. Only one strand of DNA is copied at any one time. However either strand can be copied. The strand that is copied is determined by the promoter.The process is rapid and proceeds at a rate of about 30 nucleotides per second. There are 3 RNA polymerases, one makes mRNA while the other 2 make tRNA and rRNA. (Figure 3).
4. Translation (RNA > Protein)
Amino acids have first to be loaded onto specific tRNAs. The process is energetically unfavorable so amino acids are first activated by adenylation using ATP. The adenylated amino acid is then linked to the 3' end (always a CCA sequence) of the tRNA to form an aminoacyl tRNA. This reaction is catalyzed by a specific aminoacyl-tRNA synthase (Figure 4). There are distinct synthases for each of the 20 amino acids. Each synthase must be able to recognize the correct amino acid and an appropriate tRNA (Figure 5).
Simplistically, a polypeptide can be formed by the stepwise addition of new amino acids to its carboxy-terminal end. If the aminoacyl tRNAs can be correctly aligned, the only additional requirement would be a peptidyl transferase enzyme to synthesize the peptide bond between the incoming amino acid and the polypeptide.(Figure 6). The sequence of amino acids in the polypeptide would then be determined only by the tRNA that delivers the amino acid. (Figure 7).
Since alignment is determined by the mRNA, in theory no additional components are required for protein synthesis to proceed since the specificity is provided by the mRNA and the tRNA. (Figure 8).
However to ensure the absolute fidelity and to make the process much more efficient the whole process occurs on a protein/RNA complex, the ribosome(Figure 9a). Ribosomes and some detail of their structure can often be visualized by electron microscopy (Figure 9b).
The ribosome is composed of 2 subunits, the smaller of which binds to the mRNA and has two specific sites (A and P) that bind tRNA. The larger subunit contains the peptidyl transferase activity required to synthesize the peptide bond. It associates with both the tRNA and the small ribosomal subunit (Figure 10).
Together they ensure that 2 aminoacyl-tRNAs come together on the mRNA to form a peptide bond and that the complex advances smoothly along the mRNA (Figure 11).
5. Initiation, elongation and termination
In theory any mRNA can be translated in any of three different "reading frames" depending on the nucleotide sequence at which translation starts. Thus 3 different amino acid sequences can be obtained from a single mRNA (Figure 12).
However in both eucaryotic and procaryotic cells the correct reading frame is set by several initiation factors and by the fact that the start codon for protein synthesis is always AUG, which codes for methionine. Therefore in all proteins, at least as they are synthesized on the ribosome, their first amino acid is always methionine(Figure 13).
However there are a few significant differences between procaryotes and eucaryotes at this point in the process. Initiation always begins at the 5' end of the mRNA and in eucaryotes the 5' end is codeified by the addtion of a “cap”. In eucaryotes the 3' end of the mRNA is always polyadenylated. Furthermore, procaryotic mRNA is often polycistronic (one mRNA can produce several different proteins). This never occurs in eucaryiotes. Thus eucaryotic mRNA is monocystronic (Figure 14A). Initiation always begins at the 5' end of the mRNA and in eukaryotes the 5' end is codeified by the addtion of a "cap". The cap is composed of a terminal 7-methyl guanosine linked by a 5'-to-5' triphosphate bridge. The 1st and 2nd ribose of the mRNA are also often methylated at the 2' hydroxyl (Figure 14B). The end result is that the 5' end of the mRNA becomes positively charged.
Initiation factors are required in order for the ribosome to locate an initiation site. The first event is association of the small ribosomal subunit with a Met-tRNA. In procryotes IF2 is required to locate the AUG start codon and in eucaryotes eIF4 helps the small ribosomal subunit bind to the mRNA cap and search for an AUG. Once an AUG is located the large ribosomal subunit joins the complex and initiation is complete (Figure 14C). The initiation factors then dissociate from the ribosome and a second amino can be added to start the elongation process (Figure 14D).
Elongation proceeds when a second aminoacyl-tRNA is brought to the A site on the ribosme. Peptide bond formation occurs, the ribosome advances 3 bases along the mRNA, the Met-tRNA is displaced and there is a translocation of the peptidyl-tRNA from the A site to the P site (Figure 15A).
The previous diagram is an oversimplification. Several elongation factors are required to maintain the fidelity of the process. The reason relates to the degeneracy of the genetic code. Because of the similarities between certain codons (unavoidable in a 3 digit code). For example, AAC and AAU code for asparagine whereas AAA and AAG code for lysine. The anticodon of an aminoacyl tRNA loaded with asparagine would be able to bind by Watson-Crick and “wobble” pairing to AAA or AAG and asparagine could therefore become incorporated into a protein instead of lysine. Nevertheless the error rate in protein synthesis is extremely low. One incorrect amino acid is incorporated for every 10,000 correct amino acids. So that one out of every 25 proteins produced could contain an error.To maintain the low error rate an elongation factor termed EF1 (Tu in procaryotes) that is a GTP binding protein associates with any aminoacyl-tRNA that is transiently bound to the ribosomal A-site This association triggers EF1 's GTPase activity and GTP is hydrolysed to GDP and EF1 dissociates from the aminoacyl-tRNA (Figure 15B). Because this requires a finite amount of time, aminoacyl-tRNAs will dissociate from the A-site unless they have the correct anticodon. These GTP-binding/GTPase proteins are used quite often to function as biological "timers" or "switches" and function in kinetic proofreading (Figure 15C).
GTP is used as an energy source for elongation and termination. Overall 4 GTPs are hydrolyzed for each polypeptide bond. Therefore protein synthesis consumes more energy than any other biosynthetic process. Termination of the polypeptide chain occurs when any of three codons (UAA, UAG or UGA) is encountered. These three do not code for any amino acid and therefore do not recruit a tRNA (Figure 16A). Instead cytoplasmic "release factors" bind to the A site on the ribosome and causes the peptidyl transferase to add an H2O instead of forming a peptide bond, thus freeing the carboxy terminous of the polypeptide chain. Since this is the attachment to the peptidyl tRNA and the ribosome the newly synthesized polypeptide is released. The ribosomal subunits and the remaining tRNA dissociate from the mRNA (Figure 16B).
The entire process of protein assembly from individual amino acids and the participation of the various RNAs can be seen in this short animation. Animation courtesy of the Department of Biological Sciences at the University of Southern Mississippi (http://tidepool.st.usm.edu/)
Quite often several copies of a protein are produced by several ribosomes advancing sequentially along a single mRNA to form a "polyribosome" which is large enough to be visualized by electron microscopy (Figure 17).
6. Mechanism of action of antibiotics
Almost all of the widely used antibiotics are inhibitors of some component of the protein synthetic process. Those that are used therepeutically act to inhibit procaryotic protein synthesis and therefore stop bacterial growth. However there are others that inhibit both procaryotic and eucaryotic protein synthesis and some that are affective only in procaryotes (Figure 18). The latter have been useful in elucidating the cellular mechanisms of protein synthesis.The inhibition often involves an interaction between the antibiotic and the ribosome. The mechanism of inhibition of protein synthesis by many antibiotics has been elucidated. For example, the chemical structure of puromycin is similar to an aminoacyl-tRNA. This similarity allows puromycin to fool the ribosome and enables it to bind to the the A-site. The peptidyl transferase activity of the ribosome then catalyses the formation of an amide bond between the growing polypeptide chain and puromycin thereby causing premature termination of polypeptide chain elongation and release of the partially formed polypeptide from the ribosome. As might be expected puromycin inhibits protein synthesis in both procaryotes and eucaryotes.
7. Protein synthesis in mitochondria
Why do mitochondria (and chloroplasts) have their own genetic systems whereas other cytoplasmic organelles do not? There is no simple answer. The maintenance of a distinct protein synthetic system in mitochondria is an expensive proposition for the cell. Almost 100 proteins have to be made specifically for this purpose (Figure 19). It has been hypothesized that since most of the mitochondrial enzymes are associated with its membrane, these proteins are so hydrophobic that it would be impossible to get them from the cytosol to the membrane.
However, this now seems an unlikely explanation since there are many other hydrophobic proteins in the cell that can be transported from their cytoplasmic site of synthesis to a membrane without difficulty. Nonetheless, the mitochondria does have its own genome and because of its small size the entire human mitochondrial genome has been sequenced (Figure 20).There are some interesting differences between the mitochondrial and nuclear genomes. Every nucleotide in mitochondrial DNA appears to be a part of a coding sequence and some codons are unique to the mitochondrial genome (Figure 21). Interestingly, because it is acquired by non-Mendelian or cytoplasmic inheritance the mammalian mitochondrial genome is always maternal.
The End
Click here for a printable version of the lecture in PDF format. Note that this is a large file (approx 2mBytes) and the resolution of the images will depend on the quality of your printer.
For information or questions concerning this site please contact: mailto:djfranks@uottawa.ca
pour information au sujet de ce site s'adresser à:djfranks@uottawa.ca
1. Genetic code
Definition: relation between the nucleotide sequence of an mRNA and the amino acid sequence of the protein.
RNA is composed of 4 different nucleotides, adenosine (A), guanosine (G), cytidine (C), uridine (U) and there are 20 amino acids that have to be coded. Therefore, how many nucleotides are necessary to generate 20 amiino acids?
if use 1 then can only code for 4 amino acids
if use 2 then can only code for 16 amino acids
if use 3 then can code for 64 amino acids and
if use 4 can code for 256 amino acids.
Thus 1 or 2 is not enough and 3 or 4 is too many. Therefore the genetic code uses 3 nucleotides. However, since there are 4 bases but only 3 compose the code there are a number of possible formats that could be used, however a “commaless” triplet code is the one that has been universally adopted (Figure 1)
However since there are only 20 amino acids and three stop codons each amino acid (except for tryptophan and methionine) is coded by more than one codon : in other words the genetic code is degenerate which can be demonstrated in tabular form.(Figure 2A). The degree of degeneracy varies from one amino acid to another with arginine, leucine and serine being coded by 6 different nucleotide sequences. This degeneracy means that 20 amino acids can be matched to 61 codons using only 31 tRNAs (Figure 2B).
2. Overview of protein synthesis
While the genetic code itself resides in DNA, DNA is never used directly in the synthesis of proteins. DNA is “transcribed” into messenger RNA (mRNA) that carries information from DNA and it is mRNA that is then used to “translate” this information into a specific sequence of amino acids that constitute proteins.Similarly, amino acids cannot recognize codons directly, an adapter molecule is necessary, a transfer RNA (tRNA). Amino acids are incorporated into a protein in an order predetermined by the mRNA sequence. A tRNA can recognize more than one codon; very often, the first 2 nucleotides of the codon are sufficient to specify an amino acid and the third nucleotide varies. The first two nucleotides of the codon form a standard Watson-Crick pairing with the last two nucleotides of the tRNA. The third nucleotide of the codon forms a non standard Watson-Crick pairing or “wobble”.The overriding constraint in protein synthesis is that theere is little margin for error. Messenger RNA has to be translated correctly hence there are a variety of safeguards built in to the process to minimize errors. Protein synthesis only begins when all the components, appropriate mRNA, tRNAs with loaded amino acids, ribosomal subunits and other auxiliary factors come together to form a functional ribosome, the site of protein synthesis in the cell. Then, as a single mRNA moves stepwise through each ribosome, the sequence of nucleotides in the mRNA is translated into a corresponding sequence of amino acids to produce a nascent polypeptide chain.
3. Transcription (DNA > RNA)
RNA is synthesized on a DNA template in the process known as DNA transcription. Transcription generates the mRNA containing the information to synthesize a specific protein and also the other RNA molecules, ribosomal RNA, tRNA’s involved in the process. The key enzyme(s) involved in the process is RNA polymerase, an incredibly complex enzyme of molecular mass of 500,000kDa. DNA is transcribed by RNA polymerase binding to a specific start site or “promoter” on the DNA and proceeding until it reaches a termination signal.The DNA double helix is partially unwound by the polymerase and transcription always proceeds in a 3’ to 5’ direction on the DNA template so that the RNA produced is extended in a 5’ to 3’ direction.In theory any region of a DNA molecule could be transcribed into two RNA molecules (one form each strand). However only one strand is copied at any given time, although it is not always the same strand for different genes. The strand to be copied is determined by the promoter sequence.Typical mRNA is 70 – 10,000 nucleotides in length and is codeified by RNA splicing before becoming functional. Only one strand of DNA is copied at any one time. However either strand can be copied. The strand that is copied is determined by the promoter.The process is rapid and proceeds at a rate of about 30 nucleotides per second. There are 3 RNA polymerases, one makes mRNA while the other 2 make tRNA and rRNA. (Figure 3).
4. Translation (RNA > Protein)
Amino acids have first to be loaded onto specific tRNAs. The process is energetically unfavorable so amino acids are first activated by adenylation using ATP. The adenylated amino acid is then linked to the 3' end (always a CCA sequence) of the tRNA to form an aminoacyl tRNA. This reaction is catalyzed by a specific aminoacyl-tRNA synthase (Figure 4). There are distinct synthases for each of the 20 amino acids. Each synthase must be able to recognize the correct amino acid and an appropriate tRNA (Figure 5).
Simplistically, a polypeptide can be formed by the stepwise addition of new amino acids to its carboxy-terminal end. If the aminoacyl tRNAs can be correctly aligned, the only additional requirement would be a peptidyl transferase enzyme to synthesize the peptide bond between the incoming amino acid and the polypeptide.(Figure 6). The sequence of amino acids in the polypeptide would then be determined only by the tRNA that delivers the amino acid. (Figure 7).
Since alignment is determined by the mRNA, in theory no additional components are required for protein synthesis to proceed since the specificity is provided by the mRNA and the tRNA. (Figure 8).
However to ensure the absolute fidelity and to make the process much more efficient the whole process occurs on a protein/RNA complex, the ribosome(Figure 9a). Ribosomes and some detail of their structure can often be visualized by electron microscopy (Figure 9b).
The ribosome is composed of 2 subunits, the smaller of which binds to the mRNA and has two specific sites (A and P) that bind tRNA. The larger subunit contains the peptidyl transferase activity required to synthesize the peptide bond. It associates with both the tRNA and the small ribosomal subunit (Figure 10).
Together they ensure that 2 aminoacyl-tRNAs come together on the mRNA to form a peptide bond and that the complex advances smoothly along the mRNA (Figure 11).
5. Initiation, elongation and termination
In theory any mRNA can be translated in any of three different "reading frames" depending on the nucleotide sequence at which translation starts. Thus 3 different amino acid sequences can be obtained from a single mRNA (Figure 12).
However in both eucaryotic and procaryotic cells the correct reading frame is set by several initiation factors and by the fact that the start codon for protein synthesis is always AUG, which codes for methionine. Therefore in all proteins, at least as they are synthesized on the ribosome, their first amino acid is always methionine(Figure 13).
However there are a few significant differences between procaryotes and eucaryotes at this point in the process. Initiation always begins at the 5' end of the mRNA and in eucaryotes the 5' end is codeified by the addtion of a “cap”. In eucaryotes the 3' end of the mRNA is always polyadenylated. Furthermore, procaryotic mRNA is often polycistronic (one mRNA can produce several different proteins). This never occurs in eucaryiotes. Thus eucaryotic mRNA is monocystronic (Figure 14A). Initiation always begins at the 5' end of the mRNA and in eukaryotes the 5' end is codeified by the addtion of a "cap". The cap is composed of a terminal 7-methyl guanosine linked by a 5'-to-5' triphosphate bridge. The 1st and 2nd ribose of the mRNA are also often methylated at the 2' hydroxyl (Figure 14B). The end result is that the 5' end of the mRNA becomes positively charged.
Initiation factors are required in order for the ribosome to locate an initiation site. The first event is association of the small ribosomal subunit with a Met-tRNA. In procryotes IF2 is required to locate the AUG start codon and in eucaryotes eIF4 helps the small ribosomal subunit bind to the mRNA cap and search for an AUG. Once an AUG is located the large ribosomal subunit joins the complex and initiation is complete (Figure 14C). The initiation factors then dissociate from the ribosome and a second amino can be added to start the elongation process (Figure 14D).
Elongation proceeds when a second aminoacyl-tRNA is brought to the A site on the ribosme. Peptide bond formation occurs, the ribosome advances 3 bases along the mRNA, the Met-tRNA is displaced and there is a translocation of the peptidyl-tRNA from the A site to the P site (Figure 15A).
The previous diagram is an oversimplification. Several elongation factors are required to maintain the fidelity of the process. The reason relates to the degeneracy of the genetic code. Because of the similarities between certain codons (unavoidable in a 3 digit code). For example, AAC and AAU code for asparagine whereas AAA and AAG code for lysine. The anticodon of an aminoacyl tRNA loaded with asparagine would be able to bind by Watson-Crick and “wobble” pairing to AAA or AAG and asparagine could therefore become incorporated into a protein instead of lysine. Nevertheless the error rate in protein synthesis is extremely low. One incorrect amino acid is incorporated for every 10,000 correct amino acids. So that one out of every 25 proteins produced could contain an error.To maintain the low error rate an elongation factor termed EF1 (Tu in procaryotes) that is a GTP binding protein associates with any aminoacyl-tRNA that is transiently bound to the ribosomal A-site This association triggers EF1 's GTPase activity and GTP is hydrolysed to GDP and EF1 dissociates from the aminoacyl-tRNA (Figure 15B). Because this requires a finite amount of time, aminoacyl-tRNAs will dissociate from the A-site unless they have the correct anticodon. These GTP-binding/GTPase proteins are used quite often to function as biological "timers" or "switches" and function in kinetic proofreading (Figure 15C).
GTP is used as an energy source for elongation and termination. Overall 4 GTPs are hydrolyzed for each polypeptide bond. Therefore protein synthesis consumes more energy than any other biosynthetic process. Termination of the polypeptide chain occurs when any of three codons (UAA, UAG or UGA) is encountered. These three do not code for any amino acid and therefore do not recruit a tRNA (Figure 16A). Instead cytoplasmic "release factors" bind to the A site on the ribosome and causes the peptidyl transferase to add an H2O instead of forming a peptide bond, thus freeing the carboxy terminous of the polypeptide chain. Since this is the attachment to the peptidyl tRNA and the ribosome the newly synthesized polypeptide is released. The ribosomal subunits and the remaining tRNA dissociate from the mRNA (Figure 16B).
The entire process of protein assembly from individual amino acids and the participation of the various RNAs can be seen in this short animation. Animation courtesy of the Department of Biological Sciences at the University of Southern Mississippi (http://tidepool.st.usm.edu/)
Quite often several copies of a protein are produced by several ribosomes advancing sequentially along a single mRNA to form a "polyribosome" which is large enough to be visualized by electron microscopy (Figure 17).
6. Mechanism of action of antibiotics
Almost all of the widely used antibiotics are inhibitors of some component of the protein synthetic process. Those that are used therepeutically act to inhibit procaryotic protein synthesis and therefore stop bacterial growth. However there are others that inhibit both procaryotic and eucaryotic protein synthesis and some that are affective only in procaryotes (Figure 18). The latter have been useful in elucidating the cellular mechanisms of protein synthesis.The inhibition often involves an interaction between the antibiotic and the ribosome. The mechanism of inhibition of protein synthesis by many antibiotics has been elucidated. For example, the chemical structure of puromycin is similar to an aminoacyl-tRNA. This similarity allows puromycin to fool the ribosome and enables it to bind to the the A-site. The peptidyl transferase activity of the ribosome then catalyses the formation of an amide bond between the growing polypeptide chain and puromycin thereby causing premature termination of polypeptide chain elongation and release of the partially formed polypeptide from the ribosome. As might be expected puromycin inhibits protein synthesis in both procaryotes and eucaryotes.
7. Protein synthesis in mitochondria
Why do mitochondria (and chloroplasts) have their own genetic systems whereas other cytoplasmic organelles do not? There is no simple answer. The maintenance of a distinct protein synthetic system in mitochondria is an expensive proposition for the cell. Almost 100 proteins have to be made specifically for this purpose (Figure 19). It has been hypothesized that since most of the mitochondrial enzymes are associated with its membrane, these proteins are so hydrophobic that it would be impossible to get them from the cytosol to the membrane.
However, this now seems an unlikely explanation since there are many other hydrophobic proteins in the cell that can be transported from their cytoplasmic site of synthesis to a membrane without difficulty. Nonetheless, the mitochondria does have its own genome and because of its small size the entire human mitochondrial genome has been sequenced (Figure 20).There are some interesting differences between the mitochondrial and nuclear genomes. Every nucleotide in mitochondrial DNA appears to be a part of a coding sequence and some codons are unique to the mitochondrial genome (Figure 21). Interestingly, because it is acquired by non-Mendelian or cytoplasmic inheritance the mammalian mitochondrial genome is always maternal.
The End
Click here for a printable version of the lecture in PDF format. Note that this is a large file (approx 2mBytes) and the resolution of the images will depend on the quality of your printer.
For information or questions concerning this site please contact: mailto:djfranks@uottawa.ca
pour information au sujet de ce site s'adresser à:djfranks@uottawa.ca
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)