الاثنين، 1 مارس 2010

لويس باستير

لويس پاستير
لويس پاستير
Louis Pasteur

عالم أحياء دقيقة وكيميائي فرنسي

وُلِد ديسمبر 27 1822
دول, فرانش-كومته, فرنسا

توفي سبتمبر 28, 1895 (العمر 72)
Marnes-la-Coquette, 92, فرنسا

لويس پاستور أو لويس پاستير (1822 - 1895 ) ، بالفرنسية Louis Pasteur ، كان عالم أحياء دقيقة و كيميائي. معروف لدي العامة بتجاربة التي اثبتت أن الكائنات الدقيقه هي المسؤلة عن الأمراض و عن اللقاحات و بصفة خاصة اللقاح ضد داء الكلب ، و لكنة ايضا قام بإكتشاف عظيم في الكمياء بخصوص تناسق الجزيئات في المادة و علاقتة بإنعكاس الضوء. وكانت له يد في حل مشكلة دود الحرير وكوليرا الدجاج.
هو يعتبر أول من اوجد عملية البسترة في الحليب ، و هي عملية تسخين الحليب و ذلك لقتل الجراثيم و الميكروبات الموجودة فيه ثم يقوم بتبريده وحفظه بارداً و كمايلاحظ أن كلمة مبستر تكتب على علب الحليب في وقتنا الحالي .

[

النشأة
كان والد باستور دباغاً أراد لابنه أن يكون مثقفاً أوفده إلى باريس بعد أن أنهى دراسته الإعدادية في أربوي كي يتابع تحصيله في دار المعلمين لكن المرض أقعده عن متابعة الدراسة ، وبعد أن تعافى أرسله والده إلى الكلية الملكية التي تخرج منها عام 1840 يحمل ليسانس في الآداب وكان يدرس الرياضيات في الوقت ذاته وحصل بعد عامين على بكالوريس في العلوم التي أولع بها جداً رغم عدم تفوقّه في الكيمياء التي صمم أن يكون ذا شأن فيها.


Pasteur separated the left and right crystal shapes from each other to form two piles of crystals: in solution one form rotated light to the left, the other to the right, while an equal mixture of the two forms canceled each other's rotation. Hence, the mixture does not rotate polarized light.
باستير وحقيقة أصل الحياة
تقدم باستور نحو النجاح العظيم باجتهاده وتابع بكل جهده اكتشاف لغز الحياة والموت. قال :" ارجو أن أوفق في خطواتي قريباً بالإجابة عن سؤال الأجيال بألا يستغرق طويلاً بحث هذا الموضوع الشائك خاصة أن الناس يؤمنون بأن الحياة تنشأ تلقائياً من مادة ميته حسب مقولة أرسطو الشهيرة " الحياة تنشأ من جسم رطب يجف أوجسم جاف يرطب."‏
وذكر فرجيل شيئاً قريباً من قول أرسطو حين قال: "إن النمل ينبثق إلى الحياة من جيفة ثور". وأمام ثبات واستقرار هذه القناعات المسبقة الجاهزة في عقول الناس حوله ، كان عليه أن يتجرأ على هذاالإيمان القديم وأن يستعد في الوقت نفسه كي يتحّمل رشقات سهام المؤمنين به لأن أكثرهم علماً كان اشدّهم انتقاداً ،وتطاولاً عليه إلى حد أن نعتوه بالمشعوذ والمهرّج ..‏

وحين أعلن بعض العلماء من معاصريه للنّاس صحة الخلق التلقائي الذي قال به أرسطو. ابتسم باستور وقال لزوجته ماقاله لأبيه في رسالة: " التجارب بعيدة عنهم كل البُعد ، أما ما يقولونه عني فلا قيمة له عندي ولاشأن وعلى رجل العلم أن يفكر بما سيُقال عنه في الأجيال المقبلة لا بالتجريح أوالمديح الذي يُغدق عليه في حاضره".‏
وقد وصل الجدل حول أصل الحياة إلى لجنة أقرت رأي باستور الذي يقول بأن الحياة وحدها تستطيع أن توجد حياة أخرى وهكذا انتصر باستور حين توصل إلى اكتشاف حقيقة أصل الحياة فصار عميداً لجامعة العلوم في مدينة ليل.‏







en Col de cygne" used by Pasteur Bottle "










بعد أن اكتشف حقيقة أصل الحياة ، بدأ يفكر بقضية أخرى لعلّها أعظم أهمية من الأولى وهي: كيف يحفظ الحياة؟ !شاع عنه ذلك لدرجة أن الناس ، هرعوا إليه عندما هبط داءٌ خطير بدودة القز. تذمروا عندما لم يجدوا الدواء المناسب بالسرعة المناسبة. وكان يردُّ عليهم بالصبر أخذ الموت أحد أبنائه ، وما جفّت دمعته حتى اختطف الثاني ، ثم تطاول على ولده الثالث فهمس في أذنه صديق حميم: " ... أما أن تتابع عملك في مثل هذه الظروف القاسية فجرأة ما بعدها جرأة.."‏
أجابه باستور:" أجهل يا صاحبي مايتعلق بجرأتي كل الجهل ، ولكن أعلم ما يتعلق بواجبي كلَّ العلم".‏
هذا العلم بالواجب جعله يلازم عمله رغم العواصف حوله بحيث كان يعمل ثماني عشرة ساعة كلَّ يوم. بعد تجارب تميزت بالصبر أعلن " باستور" أن مرض دودة القز موروث عن بيض موبوء ، ونادى بإبادة هذا البيض عند ذلك حاول تجار البيض الانتقام منه وأطلقوا الشائعات ضده وكان يجيب دائماً بالصبر إلى أن تحّول الناس إلى الإيمان بما قال . أقام له سكان القرية التي اشيع أنه طُرد منهاتمثالاً تقديراً له .. وعندما وصله علمُ ذلك قال معلقاً :" ((.. أنا لا أجد في الرخام مجداً وشرفاً فإنما مجدي وشرفي في تخفيف أذى النكبة التي ألّمت ببلادي ولو على حساب التضحيّة بشخصي...".‏
وحين تعجب الكثيرون من أن عمله الدؤوب لم يعد عليه بغير العيش الشريف المتواضع ومنهم نابليون الثالث عندما التقى به قال باستور يرد عليهم: " يحط العالم من قدر نفسه إذا عمل في سبيل نفعه الشخصي . " .‏
صار باستور شهيراً إلى حد كانت فرنسا تهرع إليه عند كل وباء يؤثر في اقتصادها.‏
على أثر صفقة فاسدة خسرت بلاده معها الملايين ، اكتشف مبدأ التعقّيم المشهور باسم البسترة الذي جاء نسبةً إلى اسم باستور )والذي ينعم به العالم جميعه. قضى بعملية التعقيم هذه على الطفيليات التي كانت تعيث فساداً في طعامنا وشرابنا في عام 1867م نشر دراسته الشهيرة عن التخمير ، وطارت شهرته واعتبرته الأوساط العلمية أعظم حجّة للكيمياء في عصره.‏
توصل باستور نتيجة تجاربه إلى أهمية عملية التطهير أثناء العمل الجراحي ، تطهير اليدين والضمادات والمشارط لأنها تحمل ملايين الجراثيم التي يحفل بهاالهواء ، وكانت النتائج باهرة منذ البداية حيث انخفضت نسبة الوفيّات في العمليات الجراحية خلال عامين من 90% إلى 15%.‏



















تجربة


في تم.





































































يعتبرباستير من اعظم الشخصيات في تاريخ الطب.. فقد ساهم باجتهادات كثيرة في العلوم الحديثة ولكن فضله الأول يرجع الى اكتشافه الجراثيم وعلاقتها بالمرض وايضاً الى اكتشافه التطعيم الواقي منها.

كما قام بإكتشاف عظيم في الكمياء بخصوص تناسق الجزيئات في المادة و علاقتة بإنعكاس الضوء.


ولد لويس أولوي باستير في 27 ديسمبر عام 1822م في بلدة «دول» بفرنسا وكان أبوه "جان باستير" جنديا بالجيش الفرنسى وعمل مع قوات نابليون بونابرت وانتقلت العائلة بعد مولده بقليل الى بلدة «مارنو» ثم الى «أربوا» حيث لا يزال منزله القديم قائماً على حاله وقد تحول الى متحف صغير..



وقد بدأ باستير الطفل دراسته في المدرسة الابتدائية ببلدة «أربوا» ثم تابعها منتسباً بسبب ضيق الموارد بكلية «أربوا» وقد نصح مدير الكلية أباه ان يلحقه بكلية المعلمين في باريس وبالفعل ذهب باستير الى باريس 1838 ولكن نظراً لضيق ذات يده لم يتمكن من البقاء طويلاً هناك فعاد الى بلدته ليكمل دراسته بها ولمس في نفسه شغفه بالعلوم فانتقل الى بلدة «بيزانسون» ليدرس في كليتها وفيها تخرج عام 1841، وكان لا يزال يحلم بدخول كلية المعلمين في باريس وفي العام التالي تقدم اليها وكان ترتيبه الرابع عشر من بين اثنين وعشرين من المتقدمين ولكنه لم يرض عن ذلك فتقدم مرة أخرى في السنة التالية فكان ترتيبه الرابع والتحق بالكلية وقد كان للسنة الأولى من الدراسة تأثير كبير على نفس «باستير» وزاد من هذا التأثير صلاته المباشرة مع كثير من العلماء الكبار في السوربون وكلية المعلمين.


وبعد حصوله على الماجستير استكمل باستير نشاطاته البحثية بدراسة "Optical Activity" النشاط البصرى للمواد وقد توصل باستير الى أن بعض المواد لها القابلية أن تنقسم الى مركبين: أيمن, وأيسر كل منهما صورة مرئية للأخر وقد مهد هذا الاكتشاف لظهور ما يعرف بعلم الكيمياء البصرية Stereoscopic Chemisty

وفي عام 1847 تخرج من كلية المعلمين بعد حصوله على درجة الدكتوراه في العلوم وفي العام التالي مباشرة اكتشف ظاهرة عدم التماثل الجزيئي في بعض أملاح أحد الأحماض مما رفع قدره كثيراً وجلب له كرسي الأستاذية في كلية «ديجون» غير أنه لم يسعد بهذا التعيين فقد قطع عليه سلسلة بحوثه الكيميائية في علم البللورات.


وفي عام 1849 عين استاذاً بكلية العلوم بجامعة ستراسبورج وتزوج من «ماري لوان» ابنة مدير الجامعة والتي قامت على خدمته واعانته في بحوثه وعملت له مساعدة معمل وسكرتيرة وأنجب منها خمسة أطفال ولكن لسوء الأحوال الصحية فى ذلك الوقت وانتشار الأوبئة والأمراض توفى ثلاثة منهم فى طفولتهم ولا شك أن هذا أحدث أثرا كبيرا فى نفس باستير وربما كان هو الدافع له للاتجاه بعد ذلك الى دراسة البكتريا ومحاولة إيجاد الطرق للوقاية منه .

لبث «باستير» في تلك الجامعة حتى عام 1854 ثم بدأت مرحلة هامة في تاريخ حياته وتاريخ العلم عامة وذلك عند تعيينه استاذاً وعميداً لكلية العلوم في جامعة «ليل» في المدة من 1854 1857 وفي هذه الفترة بدأ بحوثه على عملية التخمر وكيف تحدث واستخدام الميكروسكوب في ذلك.


حيث انه فى أثناء تدريسه بالكلية طلب منه والد أحد طلابه ويدعى السيد "بيجوت" المساعدة فى حل إحدى المشاكل التى تواجه فى مصنع الخمور الخاص به .

وكان هذا المصنع يقوم بتصنيع الكحول عن طريق تخمير البنجر ولكن فى أحيان كثيرة كانت نتيجة تخمير البنجر هى الحصول على حامض اللاكتيك بدلا من الكحول . شرع باستير فى بحث هذه المشكلة وقد لاحظ أنه بجوار فطر الخميرة المسئول عن تخمر البنجر وتحوله الى كحول توجد أنواع أخرى من البكتريا تتدخل فى هذا التخمر وتسبب فساده وتحلله إلى حامض اللاكتيك واهتدى الى ان سبب التخمر يرجع الى كائنات جرثومية صغيرة وان هذه الكائنات هي المسؤولة عن افساد المشروبات المخمرة.. وبسرعة توصل الى نتيجة أخرى هي ان هذه الكائنات من الممكن ان تؤدي الى إيذاء الإنسان والحيوان.

ولم يكن باستير هو أول من لاحظ ذلك فقد سبقه كثيرون ولكنه هو أول من أثبت بالتجربة صحة نظريته وهذا وحده هو الذي أدى الى اقناع كل العلماء في عصره.
من أجل ذلك ابتكر «باستير» طريقة «البسترة» نسبة اليه للقضاء على الجراثيم والميكروبات التي تصيب اللبن وبعض الأشربة الأخرى وذلك بتسخينها لدرجة حرارة معينة ثم تبريدها تبريداً مفاجئاً ويعتبر ذلك تعقيماً لها. و كما يلاحظ أن كلمة مبستر تكتب على علب الحليب في وقتنا الحالي .


ولم يمر شهرين على هذا الحدث حتى تم تعيين باستير رئيسا لقسم الدراسات العلمية فى كلية "Ecole normal superieure" ، وفى الفترة التالية من حياته انطلق باستير إلى مرحلة جديدة من الإبداع وتسببت جهوده فى إنقاذ فرنسا والعالم من العديد من الكوارث المتلاحقة

وقد لجأ اليه استاذه القديم «دوماس» طالباً منه إنقاذ صناعة الحرير في جنوب فرنسا من مرض يصيب دودة الحرير فيقضي عليها حيث أصيبت صناعة الحرير فى فرنسا فى الفترة من 1855 – 1865 بالشلل نتيجة لإصابة دودة القز بداء يدعى Pebrine وقد وصلت الخسائر من هذا المرض فى عام 1865 الى أكثر من 120 مليون فرنك فرنسى فانتقل باستير مع أعوانه الى مناطق الإصابة وتعلم من الفلاحين دورة حياة الدودة والأعراض التي تظهر على المريض منها وفحصها تحت الميكروسكوب فوجد ان هناك مستعمرات صغيرة من الميكروبات هي التي تسبب المرض.

وبعد خمس سنوات قضاها باستير وثلاثة من اعوانه ومعهم دائماً مدام باستير توصلوا الى أن الطريقة المثلى للحفاظ على دودة القز هو إنتاج سلالات من الدود من البيض السليم ولم يكد باستير يصل إلى هذا الحل حتى فوجئ بظهور مرض جديد أصاب دودة القز يدعى Flacherie وكان ذلك بمثابة ضربة قاصمة لجهود باستير المضنية فى السنوات الخمس أصيب على أثرها بالاكتئاب لفترة ثم ما لبث أن عادت اليه عزيمته فواصل البحث حتى توصل الى أن السبب فى المرض الجديد هو بكتريا تصيب ورق التوت التى تتغذى به دودة القز وقد استطاع التغلب على ذلك بالبعد عن ورق التوت المصاب وكان هذا سببا فى القضاء على مرض دودة الحرير وامكن انقاذ صناعته التي تقدر بملايين الفرنكات.







سـِرّ التـَّطعيم!



في العام 1880 طـُلب من لويس باستير أن يبحث مرضًا معينـًا يصيب الدجاج، سببـُه جرثومة صغيرة. قام باستير بتربية الجرثومة الصغيرة في شوربة دجاج ساخنة، وقد تكاثرت الجرثومة فيها. ومن فترة إلى أخرى، كان باستير يأخذ قطرة شوربة مليئة بالجراثيم ويطعم إحدى الدجاجات. وبعد مدة قصيرة، فقدت الدجاجة شهيتها إلى الطعام وأصبحت تميل إلى النوم، ثم ماتت. وقد تكرر هذا في كل مرة تناولت فيها دجاجة أخرى من الشوربة.


تجربة غريبة بجراثيم كبيرة في السّنّ كان باستير يحاول دائمًا البحث عن طريقة لإثارة إعجاب الناس، وكان يخترع تجارب دون انقطاع، بعضها غريبة جدًا. وفي أحد الأيام أراد أن يفحص ما الذي يحدث إذا حقن دجاجاته بقطرة من الشوربة القديمة، أي شوربة كانت على الرّف مدة طويلة، وأصبحت الجراثيم التي فيها متقدمة في السن. بعد ساعات من حقن الدجاجات بالشوربة، بدت الدجاجات مسكينة للغاية. لكن، وفي يوم الغد، عندما جاء باستير إلى المختبر وقد استعد لتشريح جثث الدجاجات، وجدها تتنقل في القفص من مكان إلى آخر سعيدة وبصحة وعافية... لقد كان هذا في قمة الغرابة! حتى تلك اللحظة، كان كل لقاء لدجاجة بالجراثيم ينتهي بالموت!


دجاجات "مُستعملة" وفي تلك الفترة، حان موعد العطلة الصيفية، فخرج لويس باستير في عطلة، ونسي الدجاجات الغريبة كـُليًا... . وعندما عاد باستير إلى المختبر، بعد حوالي شهر، أراد مواصلة تجاربه وطلب من مساعده أن يحضر له أربع دجاجات. وململ مساعده وقال إنه لم يسعفه الوقت لإعادة ترتيب المختبر بعد العطلة، لذلك يوجد لديه دجاجتان فقط. كما كان معه دجاجتان إضافيتان سليمتان لكنهما كانتا الدجاجتان اللتان تم حقنهما بوجبة الجراثيم المتقدمة في السن اللتين أصيبتا بالمرض، لكنهما بقيتا على قيد الحياة.


ماذا جرى للدجاجات "المُستعملة"؟" لم يكن أمام باستير خيار آخر، وأخذ دجاجتـَيْن جديدتـَيْن واثنتين "مُستعملتـَيْن"، وحقن جميع الدجاجات بجراثيم جديدة (طازجة) صغيرة السن وعنيفة.

وفي اليوم التالي، جاء باستير إلى مختبره ولم يُصَدّق ما رآه: الدجاجتان الجديدتان كانتا ميتتـَيْن في القفص، ولا يوجد أي شيء غريب في هذا. إذ أنه تم حقنهما قبل يوم واحد بالجراثيم الفتـّاكـَة. لكن الدجاجتـَيْن "المُستعملتـَيْن"، أي الدجاجتـَيْن اللتين تم حقنهما مرة بجراثيم كبيرة في السن، وقبل يوم واحد بجراثيم عنيفة – كانت "تـَتـَمَخـْطـَر" في القفص بقوة وبصحة وعافية!


اكتشاف دراماتيكي – سِـرُّ التـَّطعيم وفي تلك اللحظة، فهم لويس باستير سِـرَّ التطعيم: إذا قمنا بنقل العدوى إلى حيوان بواسطة جراثيم ضعيفة، فإنه سيصاب بمرض طفيف ولن يموت. وبعد أن يتماثل الحيوان إلى الشـّفاء، فسيكون قادرًا على الصمود أمام أي هجوم من قبل جراثيم من هذا النوع، حتى ولو كانت عنيفة بشكل خاص.
وأعلن باستير أن هذا هو أعظم اكتشاف له – التـَّطعيم! لقد نجح في استخدام ألـَدّ أعداء الإنسان – الجراثيم – ضد نفسها!




لقد أدت أبحاث واكتشافات باستير عن الجراثيم والميكروبات والأمراض التي تسببها الى ذيوع شهرته في فرنسا وفي العالم كله واعتمد عليها الجراح الاسكتلندي الشهير «جوزيف ليستر» وطبقها في عمليات التعقيم التي اجراها لمرضاه وانقذ منهم كثيرين..

كما نجح باستير أيضاً في القضاء على مرض كوليرا الدجاج وعلى مرض الجمرة الخبيثة التي تصيب الماشية.. لقد أمكن تحضير أمصال من ميكروب هذا المرض وغيره وحقنها في الحيوانات المريضة فتشفيها بعد فترة.


ثم ركز باستير أبحاثه بعد ذلك على مرض الكلب، ذلك المرض الخطير الذي يعوي المريض به كالكلاب! ويصاب بعطش شديد لا يطفئه الماء، فالماء يخنقه ويحبس أنفاسه ثم يتطور المرض حتى ينتهي بالموت.. وكانت وسيلة العلاج السائدة هي كي مكان العضة بالحديد المحمي وان لم تؤد الى نتيجة في أغلب الحالات. وبعد أبحاث متعددة وتجارب فاشلة وأخرى ناجحة توصل باستير الى تحضير لقاح ضد هذا المرض اللعين.

وفي السادس من يولية عام 1885 بدأ علاج أول آدمي من عضة كلب مسعور.. وبعد اربع عشرة حقنة اعطاها له باستير، عاد الصبي «جوزيف مايستر» الى بلدته ولم تظهر عليه أية أعراض للمرض بعد ذلك، وقد وفد اليه اعداد غفيرة ممن اصابتهم الكلاب والذئاب المسعورة من جميع أرجاء فرنسا ومن خارجها لكي يعالجهم.

وقد جاءه يوماً تسعة عشر فلاحاً من مدينة «مولنسك» الروسية عضهم ذئب مسعور ومضت على اصابتهم ما يقرب من ثلاثة اسابيع جاءوا الى باريس يطلبون النجاة على يد باستير وكان خمسة منهم في حالة سيئة جداً. وقام باستير بحقنهم بأمصاله التي أعدها.. واقتصاداً للوقت كان يحقنهم صباحاً ومساء.. وانتظر العالم ليسمع نتائج هذه التجربة، وكانت النتيجة نصراً هائلاً لنظريات باستير.. فقد نجا ستة عشر مصاباً.. ومات ثلاثة، كان من الواضح ان «الميكروب» قد سبق الى جهازهم العصبي فلا حيلة للأمصال فيها.. وعاد الفلاحون الى بلادهم والعالم كله يهلل لباستير.. وبعث قيصر روسيا له وساماً اضافة الى الأوسمة الكثيرة التي ازدحم بها صدره.. كما ارسل اليه هبة من المال لبناء معامل جديدة وبعدها انهالت الهبات الأخرى التي رصدت لإنشاء «معهد باستير» في باريس والذي افتتح في نوفمبر عام 1888م.

وبمناسبة بلوغه عامه السبعين، أقامت له فرنسا حفلاً كبيراً واجتمعت الوفود من جميع أنحاء العالم في مدرج السوربون الكبير، في ديسمبر عام 1892 ودخل باستير وهو يعرج قليلاً من اثر شلل قديم قد أصابه، وهو مستند على ذراع رئيس الجمهورية، والقوم كلهم وقوف يحيونه.. واندفع اليه «جوزيف ليستر» يعانقه ثم يقول في وصفه انه «رجل آمن إيماناً راسخاً أن العلم والسلم سوف ينتصران على الجهل والحرب وان الناس سوف تجتمع على البناء لا التخريب».

وبعد ثلاث سنوات من هذا التكريم وفي 28 سبتمر عام 1895 توفي باستير ودفن في مقبرة أعدت له في معهده.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق